العبقرية الفكرية للأمكنة – إقليم البحيرة نموذجا :
" أثر ثقافة المكان في رحلة المسيري الفكرية "
الحلقة الخامسة : علاقة إقليم البحيرة بالنبي إدريس = هرمس الحكيم = تحوت :
بقلم- كامل رحومه:
بعد الاطمئنان على كون أخنوخ و هرمس الحكيم و تحوت ما هي إلا مسميات ترمز إلى شخص واحد هو النبي إدريس أول رسل السماء ، و ثالث الأنبياء بعد آدم و شيث عليهما السلام ، و كذا عدم الاطمئنان إلى حجة من ينفي هذا الارتباط ؛ وجب التعرف على سيرته و مسيرته - عليه السلام – و هي كما يلي :
أولا : نسبه :
في المصادر اليهودية : جاء تفصيل نسب أخنوخ في نص العهد القديم الوارد في أخبار الأيام الأولى فهو : أخنوخ بن يارد بن مهلائيل بن أنوش بن شيث بن آدم ، و هو أبو جد نوح ، ولد له متوشالح ، و ولد لمتوشالح لامك ، و ولد للامك نوح . و في المصادر الإسلامية : فقد ذكر البخاري في صحيحه أن إدريس عليه السلام هو جد أبي نوح ، و يقال جد نوح. و يقول الإمام ابن كثير : و هو في عمود نسب رسول الله على ما ذكره غير واحد من علماء النسب .
ثانيا : العصر الذي عاش فيه :
يحقق نديم السيار زمن إدريس عليه السلام الذي عاش قبل الطوفان – المجهول زمنا - بمقارنته بزمن طوفان نوح عليه السلام - المعلوم زمنا بحوالي 4000 سنة ق . م – مع الأخذ في الاعتبار كونه جد أعلى لنوح عليه السلام . على ذلك يكون سيدنا إدريس قد ولد و عاش في العصر ( الحجري الحديث ) من ( 6000 – 5000 ق . م ) تقريبا ، أي قبل عهد الأسرات بكثير .
ثالثا : رسالته و أعماله :
و المتتبع للعمق الحضاري لرسالته ؛ ليوقن بسبقه في التمدن الدنيوي على كل العالمين ، و لن يرتاب في الإقرار بعالمية رسالته . و هذا ما يؤكد عليه الدكتور محمد عمارة ؛ الذي يقول : " كذلك نجد فيما جاء عن إدريس عليه السلام ، ما يشهد بأن رسالته كانت عالمية ، لا محلية ، انطلقت من مصر لتشمل كل المعمور من الأرض في ذلك الحين ، فهو قد كلم الناس يومئذ بألسنتهم المتعددة .. و علمهم العلوم . فبنت كل جماعة مدنا في أرضها .. و أقام للأمم سننا – طرقا – في كل إقليم سنة تليق بأهله ... و طبقت شريعته المعمور من الأرض ، و كانت قبلته إلى الجنوب على خط نصف النهار – أي أول بيت وضع للناس في الأرض ... و إليه ترجع كل العلوم التي ظهرت قبل الطوفان .. و هو أول من خط بالقلم ، و علم أسرار الحروف .. و أول من تكلم في الجواهر العلوية و الحركات النجومية .. و أول من بنى الهياكل و مجد الله فيها .. و أول من نظر في علم الطب ، و ألف لأهل زمانه قصائد موزونة في الأشياء الأرضية و السماوية .. و حتى يخلد هذه ، و يحفظها من عاديات الدهر و آفات النار و الطوفان ، بنى الأهرام و البرابي ، و صور فيها جميع الصناعات و الآلات ، و رسم فيها صفات العلوم ، حرصا منه على تخليدها لمن بعده ، خيفة أن يذهب رسمها من العالم " .
رابعا : مولده و موطنه و نشأته :
و قد أختلف العلماء في مولده و نشأته ، فقال بعضهم إن سيدنا إدريس عليه السلام ولد ببابل ، و قال آخرون إنه ولد بمصر ، و لم يختلفوا في إقامته ؛ فقد لازمته عند العرب صفة : " الساكن صعيد مصر " .
إلا أن كثيرا قد اعترضوا على كون مولده في بابل ، مثل رشدي البدراوي في كتابه ( قصص الأنبياء و التاريخ ) الذي يقول عن هذا الافتراض أنه غير صحيح ؛ لأنه مادام المقر الأخير إلى مصر فالأقرب إلى العقل أن يكون طريق باب المندب هو أقصر الطرق التي سلكها أجداده إلى مصر . و قد كان أجداده – بني شيت و بني أنوش و قينان - قد سكنوا الهضبة الشرقية لوادي النيل قبل أن يسكنوا الغرب ناحية وادي النيل لتوفر المياه و المراعي ، و لذلك ظهرت أولى حضارات العالم .
بقى الاحتمال الثاني : أنه ولد في مصر . و هذا الاحتمال قد عضده كثير من العلماء و المؤرخين ، و منهم ( على سبيل المثال لا الحصر ) : ابن أبي أصيبعة في عيون الأنباء في طبقات الأطباء ، و القفطي في إخبار العلماء بأخبار الحكماء ، و ابن جلجل في طبقات الأطباء و الحكماء ، و الألوسي في روح المعاني ، و ابن إياس في بدائع الزهور ، و ابن ظهيرة في الفضائل الباهرة ، و القرماني في أخبار الدول و آثار الأول ، و غيرهم كثير .
و يلاحظ أنه عند معظمهم : قد ولد في مصر - دون تسمية مدينة أو حتى منطقة – و دائما يقرنون بذلك لقب : " الساكن صعيد مصر " – بتسمية منطقة الصعيد - دون ذكر مدينة . أما بالنسبة لابن أبي أصيبعة فيذكر أنه ولد في منف ، و أنه سكن صعيد مصر ، و قد أخذ عنه الإمام الألوسي نفس الرأي .
مبحث هام 1 : سيدنا إدريس ولد في مصر و لم يولد في " منف " المعروفة :
و يحقق د / علاء عبد المتعال لعدم ولادته في مدينة منف كما افترض المؤرخ ابن أبي أصيبعة في كتابه عيون الأنباء في طبقات الأطباء الذي يفترض أنه " ولد في منف " فيقول : " و هذا خطأ تاريخي إذ أن تلك الشخصية كانت قبل تأسيس مدينة منف التي أسست في عهد أول ملوك الأسرة الأولى " مينا موحد الوجهين " على اعتبار أنه سابع أحفاد آدم عليه السلام " . و هذا كلام صحيح قد أحسن فيه محققه .
و هنا احتمالات عدة ، و هي : إما أن يكون كلام ابن أبي أصيبعة غير صحيح ، و هو ولد في مدينة أخرى غير منف . و إما أن يكون كلامه على وجه التقريب و المقاربة ، و هو ولد قريبا من المنطقة التي سميت فيما بعد بـ ( منف ) . و إما أن يكون كلامه صحيح و لكن هناك مدينة قديمة تحمل اسم منف . و هي تاريخيا أقدم من منف المعروفة بـ ( ميت رهينة ) الموجودة بالبدرشين بمحافظة الجيزة .
و قد حسم هذا الأمر العالم الفرنسي الشهير " إميلينو " في معجم البلاد و الأماكن المصرية في العصر المسيحي ؛ مقررا وجود مدينة أخرى تحمل اسم منف اسمها : ( منف السفلى ) قرب مدينة دمنهور – القديمة جدا _ و لكنه يشكك في اختفاء مدينة بمثل هذه الأهمية في هذا المكان ، كما أنه يترجم لمكان يدعى بوصير ناحية ممفيس ( أو منف ) التي لها علاقة بمدينة دمنهور ، كما أنه و هو يترجم لمدينة دمنهور نفسها يعلق كونها لها علاقة ببوصير التي لها علاقة بمكان آخر مجهول عنده يسمى قرنطسا لا يحسمه لصالح دمنهور لأنه يظن باختفاء قرنطسا . و هي في الحقيقة إحدى أحياء مدينة دمنهور إلى الآن – و بالمناسبة فإن هذا الحي الذي ولد و نشأ فيه المسيري رحمه الله - . مع العلم أنه لم ينتبه إلى ما ذكره بعد عدة أسطر من أن دمنهور تنقسم إلى خمسة أقسام ، منها قسم قرطسا ؛ لأن نطقه اختلف عند كتابته ( كرتا ) ، حيث لا يوجد في دمنهور عام كتابة المعجم – 1893 م – قسم اسمه ( كرتا ) بل ( قرطسا ) ، و قد أختلف في نطق الأقسام الخمسة تقريبا ، مما يؤكد على اختلاط الأمور عنده ( حيث قال عن نقرها : مكرها ، و عن سكنيدة : صفيدة ، و عن طاموس : تاموس . مما يدل على أنه لم يعاين هذه المناطق معاينة ميدانية . و هذا ما قاله عنه أ. د. محمد عبد الستار عثمان في معرض تقديمه للمعجم في صفحة رقم " د " ) .
و القول الفصل عند شامبليون في كتابه " مصر الفرعونية " : فقد تعرف شامبليون علي منف المختلف عليها ، و وضعها في غرب مدينة دمنهور .
و الاحتمالات الثلاثة السابقة تصب في مجرى واحد ؛ ألا و هو مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة ؛ لو وجدنا أي دليل أو أي قرينة تشير إلى كون ( سيدنا إدريس عليه السلام ) أو ( هرمس ) أو ( تحوت ) قد ولد فيها .
مبحث هام 2 : سيدنا إدريس ولد و نشأ في دمنهور ، ثم سكن الأشمونين بصعيد مصر :
لقد بان لكل ذي نظر ؛ عجز المصادر العربية في حسم المدينة التي ولد فيها سيدنا إدريس – عليه السلام - ، و كذا المصادر اليهودية و العبرية فهي تذكر نسبه و لا تذكر مكان ولادته و لا نشأته . بقي علماء التاريخ – خاصة علماء المصريات - عن طريق موطن الكائن الإلهي " تحوت " على أساس أنه إحدى صور هرمس أو إدريس عليه السلام .
و قد حسم علماء المصريات الغربيون – خاصة فرانسوا ديماس – موطن تحوت لصالح مدينة دمنهور في الوجه البحري ( أو هرموبوليس بارفا ) المتقدمة تاريخيا و التي يعتقد أنه كان يعبد فيها أولا ، في مقابل مدينة الأشمونين بمحافظة المنيا في الوجه القبلي ( أو هرموبوليس ماجنا ) المتأخرة تاريخيا ، و التي يعتقد أنه انتقل إليها من الوجه البحري . و شاركه في هذا " ماريو توسي " و " كارلو ريو ردا " . و هو الأمر الذي يوافق عليه من المصريين الكثير ؛ منهم على سبيل المثال : محمد بيومي مهران ، و أحمد أمين سليم ، و سوزان عبد اللطيف ، و علي فهمي خشيم .
مما يساهم في تفهم الجملة التي صاحبت اسم سيدنا إدريس عند العرب ( الساكن صعيد مصر ) أو الأشمونين – المنيا .
مبحث هام 3 : إشكالية أخرى هامة :
و هي قول البعض : أن عالم الآثار " مانيتون " - نقلا عن بعض المؤرخين الذين عاصرهم – يقول : أن سيدنا " إدريس " عليه السلام ولد في إدفو :
و كما يقولون نقلا عن " مانيتون " : " و يذكر المؤرخون أن نبي الله إدريس عليه السلام ولد في مدينة إدفو في وسط مصر ، و أنه كان يسمى ( حورس ) ، كما كان أول من عرف العلوم الكونية و الجيولوجيا و الرياضيات " و ممن ذكر هذا الرأي أ / عزت الطهطاوي ، و كذا أ / عزت السعدني ، و د / محمود أبو الفيض المنوفي .
و القول في ذلك : أن من أوجب واجبات الباحث تلمس العذر للمجتهد المخطئ ؛ خاصة في الأمور المختلطة التي يسيطر فيها الالتباس على الحقيقة ، و خاصة في الأخطاء المتكررة ، التي تصل لدرجة استحقاق الخطأ المتراكم . و من هذه الأمور المختلطة ، الدائمة الخلط ما يجده الباحث من غبش في موضوع يخص المدن القديمة الهامة التي لها أكثر من اسم ، و يزداد الطين بلة لو كانت هذه المدينة مشتركة مع مدينة أخرى في نفس الاسم .
و هذا ما هو حادث باستمرار من خلط بين مدينة " دمنهور " و غيرها من المدن ، و خاصة مدينة " إدفو " ، و ذلك لأنه في علوم الآثار و المصريات ينصرف جل اهتمامهم نحو الشق الثاني من الحضارة الذي يمثل الجانب المادي ، و هو ( المدنية Civilization ) ، على حساب الشق الأول الذي يمثل الجانب الإنساني في الحضارة ( الثقافة Culture ) . و ذلك لكون الأول مرئي حسي ملموس .
و عليه فالشق الأول و هو المدنية ينحاز لصالح إدفو ذات الآثار و المعابد التي خلفها التاريخ . أما دمنهور فلم يخلفها التاريخ ، و لكنه استمر فيها ، فبالتالي ترى حضارتها في الثقافة غير المرئية بالعين ، و المتمثلة في صورة الإنسان .
و الخلط سببه اشتراك دمنهور منذ القدم مع إدفو في أكثر من اسم ، فكل منهما يدعى بالأسماء الآتية : بحدت ، و أبوللينوبوليس ، و مدينة حورس . لكن ما يميز دمنهور هو استمرار اسم مدينة حورس ( دي من حورس ) معها و اشتهارها به أكثر من إدفو . و ما يميز مدينة إدفو اشتهارها باسم بحدت عن طريق أحد أسماء حورس ( حورس البحدتي ) رب إدفو ، و كذا أبوللينوبوليس أكثر من دمنهور و يسمونها أبوللينوبوليس ماجنا .
و من الراجح – عند مانيتون أن ذكر مدينة " إدفو " كموطن للنبي " إدريس " عليه السلام قد بنى على استنتاج يقوم على اسم " بحدت " ، لأنه في أبان عصر مانيتون ( 325 – 268 ق . م ) ، و ما قبله ، لم تكن تسمى بعد بـ " إدفو " ، لأنها سميت بهذا الاسم عند العرب فيما بعد .
و اسم " بحدت " عند المتخصصين في علوم الآثار يعني " دمنهور " أولا ، ثم يعني " إدفو " ثانية . لأنه من المعروف أن دمنهور أقدم تاريخيا من إدفو ، و اسم بحدت الموجود في النصوص المصرية الأقدم المعروف أنه يقصد به دمنهور كما يقول د / عبد الحليم نور الدين ، أما إدفو فهي في النصوص القديمة باسم " جبا " أو " جبو " .
مما يوضح و يبين سبب ديمومة الخلط بين إدفو و دمنهور لدى بعض علماء المصريات . و بالتالي يضيف سهما لصالح مدينة دمنهور في انتساب سيدنا إدريس عليه السلام لها أولا قبل باقي المدن المصرية إن حسم موطن حورس لصالحها .
حسم موطن حورس الأصلي لصالح مدينة دمنهور :
و رغم الخلاف القائم بين علماء المصريات في تحديد موطن حورس الأصلي ، إلا أن كثيرا منهم يعتقدون بأقدمية حورس الدلتا عن حورس الإدفوي . و لحسم الأمر – أو على الأقل ترجيحه – نطوف قليلا بالحقائق الآتية لتلمس هذه الحقيقة المفقودة :
• " كورت زيتة " يحسم موطن حورس الأصلي لصالح مدينة دمنهور .
• و كذلك : " ت . ج . هـ . جيمز " ينحاز بالدلائل لكون الدلتا هي موطن حورس الأصلي .
• و أيضا : " أدولف أرمان " يعتبر أن دمنهور هي بحدت الأقدم ، و معبدها لحورس هو الأقدم عن معبد إدفو .
• و كذا : " ديمتري ميكس " و " كريستين فافار " يعتبران معبد حورس الذي كان بمدينة دمنهور أقدم معبد لهذا الرب
يقران لها باسم " بحدت " في أبان بناء المعبد ، و يعتبران الاسم الحالي للمدينة " دمنهور " من تجليات هذه الحقيقة .
• و : " ياروسلاف تشيرني " يؤرخ لبناء معبد حورس الإدفوي الذي يحوي قصة حورس القديم ، و الذي يعدونه ( سيدنا
إدريس ) بعهد بطليموس الثالث : فبرغم أن عبد الحليم نور الدين يؤكد على كون هذا المعبد له أصول ترجع إلى العصور المصرية القديمة . إلا أن هذا لا يؤكد أقدمية إدفو على دمنهور .
• و من قبل ذلك : نص حجر رشيد يحسم موطنه لصالح مدينة دمنهور : و يعضد هذا الرأي حجر رشيد نفسه الذي
جاء في سطريه رقم 26 و 27 ما يدل على أن انتصار هرمس و حورس على أعوان سيت قد حدث قرب مدينة هرموبوليس بارفا ( أي دمنهور ) . مما يؤكد على طرح دمنهور على مسرح الأحداث القديم في موضوع ينسبون له القدسية .
نتيجة :
.. و عليه فإن مدينة دمنهور هي أقرب المدن في العالم التي يمكن أن تكون موطنا لسيدنا إدريس عليه السلام .
و لكن ... يوجد لدى علماء المصريات إشكالية فجرتها مدينة دمنهور بتاريخها المزدوج المنسوب إلى شخصيتين من أهم الشخصيات في التاريخ الإنساني كله . فهي تنتسب إلى تحوت مرة باسمها " هرموبوليس – بارفا " ، و تنتسب إلى " حورس " مرة أخرى باسمها " ديمن حورس " .
و السؤال : هل هما شخصيتان ؟ .. أم شخصية واحدة ؟ .
( الحلقة القادمة : مقاربة جديدة في العلاقة بين هرمس و حورس باستخدام مدينة دمنهور لتأكيد انتساب سيدنا " إدريس " عليه السلام إليها )
المراجع :
1. ابن أبي أصيبعة ، عيون الأنباء في طبقات الأطباء ، ص 31 – 32 .
2. ابن كثير ، البداية و النهاية ، ج 1 ، ص 99 .
3. أحمد أمين سليم ، و سوزان عبد اللطيف ، دراسات في تاريخ و حضارة الشرق الأدنى القديم - مصر – دراسة حضارية ، ص 143 .
4. أحمد عادل كمال ، حجر رشيد و الهيروغليفية ، ص 25 في المتن و الهامش .
5. أدولف أرمان ، الديانة المصرية القديمة ، ص 133 .
6. إميلينو ، معجم البلاد و الأماكن المصرية في العصر المسيحي ، ص 36 ، 37 ، 139 ، 140 ، 279.
7. ت . ج . هـ . جيمز ، كنوز الفراعنة ، ص 187 .
8. ديمتري ميكس و كريستين فافار ، الحياة اليومية للآلهة الفرعونية ، ترجمة : فاطمة عبد الله محمود ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، مصر ، 2000 م ، ص 23 .
9. رشدي البدراوي ، قصص الأنبياء و التاريخ ، ص 47 ، 53 .
10. سفر التكوين ، الإصحاح الخامس .
11. سيد كريم ، لغز الحضارة المصرية ، ص 9 .
12. شامبليون ، مصر الفرعونية ، ج 2 ، ص 252- 254 .
13. صحيح البخاري ، كتاب الأنبياء ، باب : و إن إلياس لمن المرسلين .
14. عبد الحليم نور الدين ، مواقع و متاحف الآثار المصرية ، ص 55 ، 190 .
15. عبد العزيز صالح ، حضارة مصر القديمة و آثارها ، ج 1 ، ص 196 .
16. عزت السعدني ، فجر الضمير المصري ، ص 31 .
17. علي فهمي خشيم ، آلهة مصر العربية ، ج 1 ، ص 351 .
18. فرانسوا ديماس ، آلهة مصر القديمة ، ص81 .
19. ماريو توسي ، و كارلو ريو ردا ، معجم آلهة مصر القديمة ، ص 51 .
20. محمد أبو رحمة ، الإسلام و الديانة المصرية القديمة ، ص 98 .
21. محمد بيومي مهران ، دراسات في الشرق الأدنى القديم ، ج 5 ، ص 315 .
22. محمد عزت الطهطاوي ، النصرانية و الإسلام ، ص 123 .
23. محمود أبو الفيض المنوفي ، الدين المقارن ، ص 75 ، 76 .
24. ياروسلاف تشيرني ، الديانة المصرية القديمة ، ص 3 ، 36 ، 239 ، 291 .
" أثر ثقافة المكان في رحلة المسيري الفكرية "
الحلقة الخامسة : علاقة إقليم البحيرة بالنبي إدريس = هرمس الحكيم = تحوت :
بقلم- كامل رحومه:
بعد الاطمئنان على كون أخنوخ و هرمس الحكيم و تحوت ما هي إلا مسميات ترمز إلى شخص واحد هو النبي إدريس أول رسل السماء ، و ثالث الأنبياء بعد آدم و شيث عليهما السلام ، و كذا عدم الاطمئنان إلى حجة من ينفي هذا الارتباط ؛ وجب التعرف على سيرته و مسيرته - عليه السلام – و هي كما يلي :
أولا : نسبه :
في المصادر اليهودية : جاء تفصيل نسب أخنوخ في نص العهد القديم الوارد في أخبار الأيام الأولى فهو : أخنوخ بن يارد بن مهلائيل بن أنوش بن شيث بن آدم ، و هو أبو جد نوح ، ولد له متوشالح ، و ولد لمتوشالح لامك ، و ولد للامك نوح . و في المصادر الإسلامية : فقد ذكر البخاري في صحيحه أن إدريس عليه السلام هو جد أبي نوح ، و يقال جد نوح. و يقول الإمام ابن كثير : و هو في عمود نسب رسول الله على ما ذكره غير واحد من علماء النسب .
ثانيا : العصر الذي عاش فيه :
يحقق نديم السيار زمن إدريس عليه السلام الذي عاش قبل الطوفان – المجهول زمنا - بمقارنته بزمن طوفان نوح عليه السلام - المعلوم زمنا بحوالي 4000 سنة ق . م – مع الأخذ في الاعتبار كونه جد أعلى لنوح عليه السلام . على ذلك يكون سيدنا إدريس قد ولد و عاش في العصر ( الحجري الحديث ) من ( 6000 – 5000 ق . م ) تقريبا ، أي قبل عهد الأسرات بكثير .
ثالثا : رسالته و أعماله :
و المتتبع للعمق الحضاري لرسالته ؛ ليوقن بسبقه في التمدن الدنيوي على كل العالمين ، و لن يرتاب في الإقرار بعالمية رسالته . و هذا ما يؤكد عليه الدكتور محمد عمارة ؛ الذي يقول : " كذلك نجد فيما جاء عن إدريس عليه السلام ، ما يشهد بأن رسالته كانت عالمية ، لا محلية ، انطلقت من مصر لتشمل كل المعمور من الأرض في ذلك الحين ، فهو قد كلم الناس يومئذ بألسنتهم المتعددة .. و علمهم العلوم . فبنت كل جماعة مدنا في أرضها .. و أقام للأمم سننا – طرقا – في كل إقليم سنة تليق بأهله ... و طبقت شريعته المعمور من الأرض ، و كانت قبلته إلى الجنوب على خط نصف النهار – أي أول بيت وضع للناس في الأرض ... و إليه ترجع كل العلوم التي ظهرت قبل الطوفان .. و هو أول من خط بالقلم ، و علم أسرار الحروف .. و أول من تكلم في الجواهر العلوية و الحركات النجومية .. و أول من بنى الهياكل و مجد الله فيها .. و أول من نظر في علم الطب ، و ألف لأهل زمانه قصائد موزونة في الأشياء الأرضية و السماوية .. و حتى يخلد هذه ، و يحفظها من عاديات الدهر و آفات النار و الطوفان ، بنى الأهرام و البرابي ، و صور فيها جميع الصناعات و الآلات ، و رسم فيها صفات العلوم ، حرصا منه على تخليدها لمن بعده ، خيفة أن يذهب رسمها من العالم " .
رابعا : مولده و موطنه و نشأته :
و قد أختلف العلماء في مولده و نشأته ، فقال بعضهم إن سيدنا إدريس عليه السلام ولد ببابل ، و قال آخرون إنه ولد بمصر ، و لم يختلفوا في إقامته ؛ فقد لازمته عند العرب صفة : " الساكن صعيد مصر " .
إلا أن كثيرا قد اعترضوا على كون مولده في بابل ، مثل رشدي البدراوي في كتابه ( قصص الأنبياء و التاريخ ) الذي يقول عن هذا الافتراض أنه غير صحيح ؛ لأنه مادام المقر الأخير إلى مصر فالأقرب إلى العقل أن يكون طريق باب المندب هو أقصر الطرق التي سلكها أجداده إلى مصر . و قد كان أجداده – بني شيت و بني أنوش و قينان - قد سكنوا الهضبة الشرقية لوادي النيل قبل أن يسكنوا الغرب ناحية وادي النيل لتوفر المياه و المراعي ، و لذلك ظهرت أولى حضارات العالم .
بقى الاحتمال الثاني : أنه ولد في مصر . و هذا الاحتمال قد عضده كثير من العلماء و المؤرخين ، و منهم ( على سبيل المثال لا الحصر ) : ابن أبي أصيبعة في عيون الأنباء في طبقات الأطباء ، و القفطي في إخبار العلماء بأخبار الحكماء ، و ابن جلجل في طبقات الأطباء و الحكماء ، و الألوسي في روح المعاني ، و ابن إياس في بدائع الزهور ، و ابن ظهيرة في الفضائل الباهرة ، و القرماني في أخبار الدول و آثار الأول ، و غيرهم كثير .
و يلاحظ أنه عند معظمهم : قد ولد في مصر - دون تسمية مدينة أو حتى منطقة – و دائما يقرنون بذلك لقب : " الساكن صعيد مصر " – بتسمية منطقة الصعيد - دون ذكر مدينة . أما بالنسبة لابن أبي أصيبعة فيذكر أنه ولد في منف ، و أنه سكن صعيد مصر ، و قد أخذ عنه الإمام الألوسي نفس الرأي .
مبحث هام 1 : سيدنا إدريس ولد في مصر و لم يولد في " منف " المعروفة :
و يحقق د / علاء عبد المتعال لعدم ولادته في مدينة منف كما افترض المؤرخ ابن أبي أصيبعة في كتابه عيون الأنباء في طبقات الأطباء الذي يفترض أنه " ولد في منف " فيقول : " و هذا خطأ تاريخي إذ أن تلك الشخصية كانت قبل تأسيس مدينة منف التي أسست في عهد أول ملوك الأسرة الأولى " مينا موحد الوجهين " على اعتبار أنه سابع أحفاد آدم عليه السلام " . و هذا كلام صحيح قد أحسن فيه محققه .
و هنا احتمالات عدة ، و هي : إما أن يكون كلام ابن أبي أصيبعة غير صحيح ، و هو ولد في مدينة أخرى غير منف . و إما أن يكون كلامه على وجه التقريب و المقاربة ، و هو ولد قريبا من المنطقة التي سميت فيما بعد بـ ( منف ) . و إما أن يكون كلامه صحيح و لكن هناك مدينة قديمة تحمل اسم منف . و هي تاريخيا أقدم من منف المعروفة بـ ( ميت رهينة ) الموجودة بالبدرشين بمحافظة الجيزة .
و قد حسم هذا الأمر العالم الفرنسي الشهير " إميلينو " في معجم البلاد و الأماكن المصرية في العصر المسيحي ؛ مقررا وجود مدينة أخرى تحمل اسم منف اسمها : ( منف السفلى ) قرب مدينة دمنهور – القديمة جدا _ و لكنه يشكك في اختفاء مدينة بمثل هذه الأهمية في هذا المكان ، كما أنه يترجم لمكان يدعى بوصير ناحية ممفيس ( أو منف ) التي لها علاقة بمدينة دمنهور ، كما أنه و هو يترجم لمدينة دمنهور نفسها يعلق كونها لها علاقة ببوصير التي لها علاقة بمكان آخر مجهول عنده يسمى قرنطسا لا يحسمه لصالح دمنهور لأنه يظن باختفاء قرنطسا . و هي في الحقيقة إحدى أحياء مدينة دمنهور إلى الآن – و بالمناسبة فإن هذا الحي الذي ولد و نشأ فيه المسيري رحمه الله - . مع العلم أنه لم ينتبه إلى ما ذكره بعد عدة أسطر من أن دمنهور تنقسم إلى خمسة أقسام ، منها قسم قرطسا ؛ لأن نطقه اختلف عند كتابته ( كرتا ) ، حيث لا يوجد في دمنهور عام كتابة المعجم – 1893 م – قسم اسمه ( كرتا ) بل ( قرطسا ) ، و قد أختلف في نطق الأقسام الخمسة تقريبا ، مما يؤكد على اختلاط الأمور عنده ( حيث قال عن نقرها : مكرها ، و عن سكنيدة : صفيدة ، و عن طاموس : تاموس . مما يدل على أنه لم يعاين هذه المناطق معاينة ميدانية . و هذا ما قاله عنه أ. د. محمد عبد الستار عثمان في معرض تقديمه للمعجم في صفحة رقم " د " ) .
و القول الفصل عند شامبليون في كتابه " مصر الفرعونية " : فقد تعرف شامبليون علي منف المختلف عليها ، و وضعها في غرب مدينة دمنهور .
و الاحتمالات الثلاثة السابقة تصب في مجرى واحد ؛ ألا و هو مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة ؛ لو وجدنا أي دليل أو أي قرينة تشير إلى كون ( سيدنا إدريس عليه السلام ) أو ( هرمس ) أو ( تحوت ) قد ولد فيها .
مبحث هام 2 : سيدنا إدريس ولد و نشأ في دمنهور ، ثم سكن الأشمونين بصعيد مصر :
لقد بان لكل ذي نظر ؛ عجز المصادر العربية في حسم المدينة التي ولد فيها سيدنا إدريس – عليه السلام - ، و كذا المصادر اليهودية و العبرية فهي تذكر نسبه و لا تذكر مكان ولادته و لا نشأته . بقي علماء التاريخ – خاصة علماء المصريات - عن طريق موطن الكائن الإلهي " تحوت " على أساس أنه إحدى صور هرمس أو إدريس عليه السلام .
و قد حسم علماء المصريات الغربيون – خاصة فرانسوا ديماس – موطن تحوت لصالح مدينة دمنهور في الوجه البحري ( أو هرموبوليس بارفا ) المتقدمة تاريخيا و التي يعتقد أنه كان يعبد فيها أولا ، في مقابل مدينة الأشمونين بمحافظة المنيا في الوجه القبلي ( أو هرموبوليس ماجنا ) المتأخرة تاريخيا ، و التي يعتقد أنه انتقل إليها من الوجه البحري . و شاركه في هذا " ماريو توسي " و " كارلو ريو ردا " . و هو الأمر الذي يوافق عليه من المصريين الكثير ؛ منهم على سبيل المثال : محمد بيومي مهران ، و أحمد أمين سليم ، و سوزان عبد اللطيف ، و علي فهمي خشيم .
مما يساهم في تفهم الجملة التي صاحبت اسم سيدنا إدريس عند العرب ( الساكن صعيد مصر ) أو الأشمونين – المنيا .
مبحث هام 3 : إشكالية أخرى هامة :
و هي قول البعض : أن عالم الآثار " مانيتون " - نقلا عن بعض المؤرخين الذين عاصرهم – يقول : أن سيدنا " إدريس " عليه السلام ولد في إدفو :
و كما يقولون نقلا عن " مانيتون " : " و يذكر المؤرخون أن نبي الله إدريس عليه السلام ولد في مدينة إدفو في وسط مصر ، و أنه كان يسمى ( حورس ) ، كما كان أول من عرف العلوم الكونية و الجيولوجيا و الرياضيات " و ممن ذكر هذا الرأي أ / عزت الطهطاوي ، و كذا أ / عزت السعدني ، و د / محمود أبو الفيض المنوفي .
و القول في ذلك : أن من أوجب واجبات الباحث تلمس العذر للمجتهد المخطئ ؛ خاصة في الأمور المختلطة التي يسيطر فيها الالتباس على الحقيقة ، و خاصة في الأخطاء المتكررة ، التي تصل لدرجة استحقاق الخطأ المتراكم . و من هذه الأمور المختلطة ، الدائمة الخلط ما يجده الباحث من غبش في موضوع يخص المدن القديمة الهامة التي لها أكثر من اسم ، و يزداد الطين بلة لو كانت هذه المدينة مشتركة مع مدينة أخرى في نفس الاسم .
و هذا ما هو حادث باستمرار من خلط بين مدينة " دمنهور " و غيرها من المدن ، و خاصة مدينة " إدفو " ، و ذلك لأنه في علوم الآثار و المصريات ينصرف جل اهتمامهم نحو الشق الثاني من الحضارة الذي يمثل الجانب المادي ، و هو ( المدنية Civilization ) ، على حساب الشق الأول الذي يمثل الجانب الإنساني في الحضارة ( الثقافة Culture ) . و ذلك لكون الأول مرئي حسي ملموس .
و عليه فالشق الأول و هو المدنية ينحاز لصالح إدفو ذات الآثار و المعابد التي خلفها التاريخ . أما دمنهور فلم يخلفها التاريخ ، و لكنه استمر فيها ، فبالتالي ترى حضارتها في الثقافة غير المرئية بالعين ، و المتمثلة في صورة الإنسان .
و الخلط سببه اشتراك دمنهور منذ القدم مع إدفو في أكثر من اسم ، فكل منهما يدعى بالأسماء الآتية : بحدت ، و أبوللينوبوليس ، و مدينة حورس . لكن ما يميز دمنهور هو استمرار اسم مدينة حورس ( دي من حورس ) معها و اشتهارها به أكثر من إدفو . و ما يميز مدينة إدفو اشتهارها باسم بحدت عن طريق أحد أسماء حورس ( حورس البحدتي ) رب إدفو ، و كذا أبوللينوبوليس أكثر من دمنهور و يسمونها أبوللينوبوليس ماجنا .
و من الراجح – عند مانيتون أن ذكر مدينة " إدفو " كموطن للنبي " إدريس " عليه السلام قد بنى على استنتاج يقوم على اسم " بحدت " ، لأنه في أبان عصر مانيتون ( 325 – 268 ق . م ) ، و ما قبله ، لم تكن تسمى بعد بـ " إدفو " ، لأنها سميت بهذا الاسم عند العرب فيما بعد .
و اسم " بحدت " عند المتخصصين في علوم الآثار يعني " دمنهور " أولا ، ثم يعني " إدفو " ثانية . لأنه من المعروف أن دمنهور أقدم تاريخيا من إدفو ، و اسم بحدت الموجود في النصوص المصرية الأقدم المعروف أنه يقصد به دمنهور كما يقول د / عبد الحليم نور الدين ، أما إدفو فهي في النصوص القديمة باسم " جبا " أو " جبو " .
مما يوضح و يبين سبب ديمومة الخلط بين إدفو و دمنهور لدى بعض علماء المصريات . و بالتالي يضيف سهما لصالح مدينة دمنهور في انتساب سيدنا إدريس عليه السلام لها أولا قبل باقي المدن المصرية إن حسم موطن حورس لصالحها .
حسم موطن حورس الأصلي لصالح مدينة دمنهور :
و رغم الخلاف القائم بين علماء المصريات في تحديد موطن حورس الأصلي ، إلا أن كثيرا منهم يعتقدون بأقدمية حورس الدلتا عن حورس الإدفوي . و لحسم الأمر – أو على الأقل ترجيحه – نطوف قليلا بالحقائق الآتية لتلمس هذه الحقيقة المفقودة :
• " كورت زيتة " يحسم موطن حورس الأصلي لصالح مدينة دمنهور .
• و كذلك : " ت . ج . هـ . جيمز " ينحاز بالدلائل لكون الدلتا هي موطن حورس الأصلي .
• و أيضا : " أدولف أرمان " يعتبر أن دمنهور هي بحدت الأقدم ، و معبدها لحورس هو الأقدم عن معبد إدفو .
• و كذا : " ديمتري ميكس " و " كريستين فافار " يعتبران معبد حورس الذي كان بمدينة دمنهور أقدم معبد لهذا الرب
يقران لها باسم " بحدت " في أبان بناء المعبد ، و يعتبران الاسم الحالي للمدينة " دمنهور " من تجليات هذه الحقيقة .
• و : " ياروسلاف تشيرني " يؤرخ لبناء معبد حورس الإدفوي الذي يحوي قصة حورس القديم ، و الذي يعدونه ( سيدنا
إدريس ) بعهد بطليموس الثالث : فبرغم أن عبد الحليم نور الدين يؤكد على كون هذا المعبد له أصول ترجع إلى العصور المصرية القديمة . إلا أن هذا لا يؤكد أقدمية إدفو على دمنهور .
• و من قبل ذلك : نص حجر رشيد يحسم موطنه لصالح مدينة دمنهور : و يعضد هذا الرأي حجر رشيد نفسه الذي
جاء في سطريه رقم 26 و 27 ما يدل على أن انتصار هرمس و حورس على أعوان سيت قد حدث قرب مدينة هرموبوليس بارفا ( أي دمنهور ) . مما يؤكد على طرح دمنهور على مسرح الأحداث القديم في موضوع ينسبون له القدسية .
نتيجة :
.. و عليه فإن مدينة دمنهور هي أقرب المدن في العالم التي يمكن أن تكون موطنا لسيدنا إدريس عليه السلام .
و لكن ... يوجد لدى علماء المصريات إشكالية فجرتها مدينة دمنهور بتاريخها المزدوج المنسوب إلى شخصيتين من أهم الشخصيات في التاريخ الإنساني كله . فهي تنتسب إلى تحوت مرة باسمها " هرموبوليس – بارفا " ، و تنتسب إلى " حورس " مرة أخرى باسمها " ديمن حورس " .
و السؤال : هل هما شخصيتان ؟ .. أم شخصية واحدة ؟ .
( الحلقة القادمة : مقاربة جديدة في العلاقة بين هرمس و حورس باستخدام مدينة دمنهور لتأكيد انتساب سيدنا " إدريس " عليه السلام إليها )
المراجع :
1. ابن أبي أصيبعة ، عيون الأنباء في طبقات الأطباء ، ص 31 – 32 .
2. ابن كثير ، البداية و النهاية ، ج 1 ، ص 99 .
3. أحمد أمين سليم ، و سوزان عبد اللطيف ، دراسات في تاريخ و حضارة الشرق الأدنى القديم - مصر – دراسة حضارية ، ص 143 .
4. أحمد عادل كمال ، حجر رشيد و الهيروغليفية ، ص 25 في المتن و الهامش .
5. أدولف أرمان ، الديانة المصرية القديمة ، ص 133 .
6. إميلينو ، معجم البلاد و الأماكن المصرية في العصر المسيحي ، ص 36 ، 37 ، 139 ، 140 ، 279.
7. ت . ج . هـ . جيمز ، كنوز الفراعنة ، ص 187 .
8. ديمتري ميكس و كريستين فافار ، الحياة اليومية للآلهة الفرعونية ، ترجمة : فاطمة عبد الله محمود ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، مصر ، 2000 م ، ص 23 .
9. رشدي البدراوي ، قصص الأنبياء و التاريخ ، ص 47 ، 53 .
10. سفر التكوين ، الإصحاح الخامس .
11. سيد كريم ، لغز الحضارة المصرية ، ص 9 .
12. شامبليون ، مصر الفرعونية ، ج 2 ، ص 252- 254 .
13. صحيح البخاري ، كتاب الأنبياء ، باب : و إن إلياس لمن المرسلين .
14. عبد الحليم نور الدين ، مواقع و متاحف الآثار المصرية ، ص 55 ، 190 .
15. عبد العزيز صالح ، حضارة مصر القديمة و آثارها ، ج 1 ، ص 196 .
16. عزت السعدني ، فجر الضمير المصري ، ص 31 .
17. علي فهمي خشيم ، آلهة مصر العربية ، ج 1 ، ص 351 .
18. فرانسوا ديماس ، آلهة مصر القديمة ، ص81 .
19. ماريو توسي ، و كارلو ريو ردا ، معجم آلهة مصر القديمة ، ص 51 .
20. محمد أبو رحمة ، الإسلام و الديانة المصرية القديمة ، ص 98 .
21. محمد بيومي مهران ، دراسات في الشرق الأدنى القديم ، ج 5 ، ص 315 .
22. محمد عزت الطهطاوي ، النصرانية و الإسلام ، ص 123 .
23. محمود أبو الفيض المنوفي ، الدين المقارن ، ص 75 ، 76 .
24. ياروسلاف تشيرني ، الديانة المصرية القديمة ، ص 3 ، 36 ، 239 ، 291 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق