رحل الحزب الوطني غير مأسوف عليه وانتهت مع رحيله فترة هي الأسوأ في تاريخ العمل السياسي في مصر.
أخيرا أسدل الستار علي ثلاثين عاما من الاحتيال السياسي الذي أفسد حياة المصريين وجعلهم يكرهون الانتخابات واللجان والتصويت والنتائج المزورة.. عشنا دائما نحلم بأن نصافح في يوم من الأيام صباحا جديدا نستقبل فيه الحياة بدون الحزب الوطني.. هذا الحلم راود ملايين المصريين في كل مكان علي أرض المحروسة أن ينتهي هذا الشبح المخيف وان تختفي من حياتنا إلي الأبد تلك الوجوه الكريهة التي غيرت ماء النيل فصار أكثر مرارة.. وغيرت وجه الحدائق فصارت أكثرسوادا.. وغيرت طباع الناس فصاروا أكثر شراسة وانكسارا وغيرت كل طبائع الأشياء في الوادي الجميل..
أخيرا كتبت محكمة القضاء الإداري آخر سطر في منظومة الفساد التي أطلق عليها الحزب الوطني وفي رواية أخري الحزن الوطني وشمل الحكم عودة المنشآت والمباني التي سطا عليها الحزب إلي ملكية الدولة..
لا أذكر عدد المرات التي كتبت فيها عن الحزب الوطني مطالبا برحيله. ولا أذكر عدد الصرخات التي انطلقت في سماء الإعلام المصري ضد هذا الكيان الغريب المشبوه.. كان الحزب الوطني تركيبة غريبة في كل شيء.. حيث لا ملامح ولافكر ولا قضية.. إنه حزب النهب المشروع ولا أدري متي كان النهب عملا مشروعا.. ومتي كانت السرقة عملا أخلاقيا ومتي كان التزوير سلوكا صحيحا ولكن كل هذه الموبقات شيدتها ببراعة عصابة الحزب الوطني ووضعت لها منظومة متكاملة في النصب والاحتيال..
كان الحزب الوطني أبنا غير شرعي فلا أحد يعرف هل جاء من صلب الاتحاد القومي أو الاتحاد الاشتراكي أم حزب مصر أم أن هؤلاء جميعا كانوا شركاء فيه.. إن الأمر المؤكد أنه كان ابنا لهؤلاء جميعا حمل من صفاتهم الكثير والكثير.. لقد حمل من جينات الاتحاد الاشتراكي ملامح الاشتراكية الكاذبة والمزيفة.. وحمل من جذور الاتحاد القومي شعارات بلا معني وحمل من حزب مصر قوافل الانتفاخ الاقتصادي ثم أكمل رحلته مع بيع أصول الدولة المصرية ما بين الشراكة والخصخصة وهبر المال العام..
لا أحد يعرف أصل الحزب الوطني وكيف بدأ حزبا سياسيا لينتهي في هيئة عصابة استباحت موارد وطن ومستقبل شعب..
لا أحد يذكر للحزب الوطني قضية فكرية دافع عنها فقد كان الحزب الوحيد في تاريخ السياسة في مصر الذي لا يضم برنامجا ثقافيا أو لجنة فكرية, كان ساحة من ساحات الجهل والتخلف والوعي المزيف.. ولا أحد يذكر له قضية اجتماعية دفاعا عن طائفة واحدة من أبناء هذا الشعب.. ولا أحد يذكر للحزب الوطني موقفا سياسيا ضد عدوان أو هجوم أو محنة تعرضت لها مصر في كل المجالات.. لم يتحرك الحزب الوطني في أي حدث كبير دار في مصر أو في المنطقة العربية أو في أي مكان في العالم حتي من باب المجاملة والتعاطف..
لقد تهمشت كل قضايا مصر ثلاثين عاما أمام سطوة الحزب الوطني فكل شيء علي ما يرام مادام الحزب يعقد مؤتمره السنوي وتشهد احتفالاته ذلك العرس الملكي الذي تتناقله الشاشات والصحف والمجلات حيث تتهادي عصابة الحكم وهي تختال بين الأعضاء الغائبين والمغيبين..
لقد ترك الحزب الوطني كل قضايا مصر الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية والدينية واكتفي بقضية واحدة شغلته طول الوقت هي بيع أصول الدولة المصرية..
لقد نجح الحزب الوطني نجاحا مذهلا في تخريب أصول الدولة المصرية في سنوات قليلة.. لقد استطاع هذا الحزب أن يجمع أكبر عدد من المغامرين والسماسرة الذين استباحوا ثروة هذا الشعب أين ضاعت أموال مصر ومن الذي نهب ثروة هذا الوطن..
< في ظل حكومات الحزب الوطني خسرت مصر أكثر من مليون فدان من أخصب الأراضي الزراعية حيث تحولت إلي مبان وقامت هذه الحكومات بتوزيع ثلاثة ملايين فدان ما بين المنتجعات السكنية والسياحية وملاعب الجولف والبحيرات الصناعية ومساكن الصفوة وبيوت الشباب التي لم يسكنها أحد والمدن الجديدة التي تم توزيعها علي رجال الأعمال من أعضاء الحزب في مدن أكتوبر والعاشر من رمضان والرحاب ومدينتي و15 مايو وبالم هيلز والغردقة وشرم الشيخ والأقصر وأسوان والواحات, لقد نهب الحزب الوطني كل الأراضي المصرية والمطلوب الآن أن تعود هذه الأراضي مرة أخري إلي أصحابها..
< في ظل حكومات الحزب الوطني تم بيع أكثر من300 وحدة إنتاجية من وحدات القطاع العام بتراب الفلوس.. ولو أن لجان التحقيق بدأت في كشف هذه الصفقات المشبوهة لاتضح لنا حجم العمولات والسمسرة والعمال المشردين ومصانع الحديد والسيارات والأسمنت والأغذية والمشروبات والسلع الغذائية والفنادق وعمر أفندي وجتنيو وشكوريل وصيدناوي وكل هذه الصفقات المشبوهة وكل أوراقها عند عاطف عبيد وأحمد نظيف ويوسف بطرس غالي وعز ورشيد والمغربي وعصابة رجال الأعمال الذين باعوا أصول الدولة المصرية..
< في ظل حكومات الحزب الوطني تم توريث الدولة المصرية فقد قام كل مسئول في الدولة بتوريث ابنه جزءا من الغنيمة حيث إن كبار المسئولين في الدولة تركوا لأبنائهم مواقعهم حين صعدوا إلي مواقع أخري.. وتكونت مواكب من العائلات في شئون البيزنس وإدارة الأعمال وأصبحت ثروة مصر كلها بتجارتها وأراضيها ومصانعها موزعة علي خمس أو عشر عائلات كل واحدة منها تخصصت في مجال من المجالات.. كان توريث الثروة والمهن والأعمال الحساسة والمواقع الهامة أخطر عملية نهب تعرضت لها مصر في ظل الحزب الوطني.. لقد تم توريث كل شيء في مصر وكان الهدف هو التمهيد للوريث الأكبر.. ومن يحاول البحث عن هذه الحقيقة عليه أن يأتي بجداول المعينين في المهن الهامة في الدولة ويتتبع الأسماء ليدرك أننا كنا نعيش في عزبة صغيرة وليست دولة عريقة تسمي مصر وكان توريث المناصب أكبر خطرا من توريث الثروة..
وكانت النتيجة أن مصر بعد ثلاثين عاما من الخراب تبحث الآن عن كفاءات بشرية مؤهلة ولا تجد شيئا وسط85 مليون مواطن موزعين بين20 مليونا لا يقرأون ولا يكتبون و20 مليونا آخرين يعانون الأمية الثقافية و15 مليونا يعانون من أمراض الكبد وفيروس سي.. ولم يبق غير بضعة آلاف في المهن الهامة ومكاتب البيزنس والعائلات التجارية من أبناء الصفوة الذين ورثوا مصر مالا وبشرا..
لقد ترتب علي نظام التوريث المهني والسياسي والمالي الذي وضعه الحزب الوطني أنه كان يمثل غطاء محكما لمنظومة الفساد بحيث ان كل قادم جديد سوف يتستر علي فساد أبيه.. كان الهدف من هذا النظام المشبوه أن يخفي الأبناء فضائح وجرائم أبائهم ولكن ثورة25 يناير جاءت لتفضح الجميع..
كان من أكبر جرائم الحزب الوطني أنه أفسد المناخ السياسي في مصر فلم يكن حزبا سياسيا حقيقيا يقدم الكوادر ويرعي الأفكار ويضع برامج الإصلاح والبناء والعمل ولكنه كان حزبا مشبوها في كل شيء ولهذا كان عدوا لكل نشاط سياسي حقيقي ومن هنا كان يسعي لتدمير الأحزاب الأخري فلا هو مارس العمل السياسي ولا هو ترك للأحزاب الأخري الحرية في أن تعمل ومن هنا كانت حالة الجمود والتصحر التي أصابت الأرض المصرية فخلت من الرموز السياسية ومن أصحاب الفكر الخلاق ومن كل صاحب موهبة حقيقية.. لقد جرف الحزب الوطني الأرض المصرية فلم تبق فيها زرعة خضراء واحدة..
< ومع فساد المناخ السياسي كان الخلل الثقافي والفكري والديني في الثقافة خسرت الثقافة المصرية أهم مجالاتها أمام فنون هابطة وغناء رخيص وإعلام مرتبك وصحافة مريضة.. وعلي المستوي الفكري غابت رموز الفكر المصري العريق في دورها وتأثيرها وريادتها.. وعلي المستوي الديني شهدت مصر مرحلة من أخطر مراحل تاريخها في الفهم الخاطيء للأديان وفي خطاب ديني خارج العصر سياقا وفكرا..
جرائم كثيرة حملتها ملفات الحزب الوطني في ثلاثين عاما وكانت آخرها تلك المواقف المشبوهة والأعمال الإجرامية التي ارتكبها الحزب ضد شباب الثورة ابتداء بموقعة الجمل الشهيرة وانتهاء بقناصة بنادق الليزر في ميدان التحرير ومئات الشهداء الذين سقطوا تحت نيران بلطجية وميليشيات الحزب الوطني وهم جميعا الآن ينتظرون مصيرهم أمام القضاء العادل..
هذا هو تاريخ الحزب الوطني الذي انتهيدوره المشبوه في حياة المصريين.. حزب ترك مصر مدينة بمبلغ1.2 تريليون جنيه بواقع15 ألف جنيه دينا علي كل مواطن.. في ظل هذا الحزب البغيض تلقت مصر600 مليار جنيه معونات دولية من الشرق والغرب لا أحد يعرف أين ذهبت.. وحققت قناة السويس دخلا تجاوز500 مليار جنيه والآن يخرج هذا الحزب من حياة المصريين وقد تركها أطلال وطن..
إذا كان حكم المحكمة الإدارية العليا قد أعاد للشعب ممتلكاته التي سرقها هذا الحزب المشبوه فإننا ننتظر عودة البلايين التي نهبتها قيادات هذا الحزب ابتداء بالرؤوس وانتهاء بالتوابع حيث ينبغي أن تراجع ممتلكات الحزب مراجعة صحيحة وأن تدرس جهات التحقيق ما حصل عليه أعضاء الحزب بالباطل من أصول الدولة المصرية بحيث يرجع الحق إلي أصحابه..
أن اختفاء الحزب الوطني ليس فقط نهاية حزب سياسي فاسد.. ولكنه نهاية عصر من الاحتيال والنهب والجرائم..
وإذا كانت عودة الأموال والممتلكات أمرا ممكنا.. فكيف نعيد للشعب المصري عمره الضائع..
أخيرا كتبت محكمة القضاء الإداري آخر سطر في منظومة الفساد التي أطلق عليها الحزب الوطني وفي رواية أخري الحزن الوطني وشمل الحكم عودة المنشآت والمباني التي سطا عليها الحزب إلي ملكية الدولة..
لا أذكر عدد المرات التي كتبت فيها عن الحزب الوطني مطالبا برحيله. ولا أذكر عدد الصرخات التي انطلقت في سماء الإعلام المصري ضد هذا الكيان الغريب المشبوه.. كان الحزب الوطني تركيبة غريبة في كل شيء.. حيث لا ملامح ولافكر ولا قضية.. إنه حزب النهب المشروع ولا أدري متي كان النهب عملا مشروعا.. ومتي كانت السرقة عملا أخلاقيا ومتي كان التزوير سلوكا صحيحا ولكن كل هذه الموبقات شيدتها ببراعة عصابة الحزب الوطني ووضعت لها منظومة متكاملة في النصب والاحتيال..
كان الحزب الوطني أبنا غير شرعي فلا أحد يعرف هل جاء من صلب الاتحاد القومي أو الاتحاد الاشتراكي أم حزب مصر أم أن هؤلاء جميعا كانوا شركاء فيه.. إن الأمر المؤكد أنه كان ابنا لهؤلاء جميعا حمل من صفاتهم الكثير والكثير.. لقد حمل من جينات الاتحاد الاشتراكي ملامح الاشتراكية الكاذبة والمزيفة.. وحمل من جذور الاتحاد القومي شعارات بلا معني وحمل من حزب مصر قوافل الانتفاخ الاقتصادي ثم أكمل رحلته مع بيع أصول الدولة المصرية ما بين الشراكة والخصخصة وهبر المال العام..
لا أحد يعرف أصل الحزب الوطني وكيف بدأ حزبا سياسيا لينتهي في هيئة عصابة استباحت موارد وطن ومستقبل شعب..
لا أحد يذكر للحزب الوطني قضية فكرية دافع عنها فقد كان الحزب الوحيد في تاريخ السياسة في مصر الذي لا يضم برنامجا ثقافيا أو لجنة فكرية, كان ساحة من ساحات الجهل والتخلف والوعي المزيف.. ولا أحد يذكر له قضية اجتماعية دفاعا عن طائفة واحدة من أبناء هذا الشعب.. ولا أحد يذكر للحزب الوطني موقفا سياسيا ضد عدوان أو هجوم أو محنة تعرضت لها مصر في كل المجالات.. لم يتحرك الحزب الوطني في أي حدث كبير دار في مصر أو في المنطقة العربية أو في أي مكان في العالم حتي من باب المجاملة والتعاطف..
لقد تهمشت كل قضايا مصر ثلاثين عاما أمام سطوة الحزب الوطني فكل شيء علي ما يرام مادام الحزب يعقد مؤتمره السنوي وتشهد احتفالاته ذلك العرس الملكي الذي تتناقله الشاشات والصحف والمجلات حيث تتهادي عصابة الحكم وهي تختال بين الأعضاء الغائبين والمغيبين..
لقد ترك الحزب الوطني كل قضايا مصر الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية والدينية واكتفي بقضية واحدة شغلته طول الوقت هي بيع أصول الدولة المصرية..
لقد نجح الحزب الوطني نجاحا مذهلا في تخريب أصول الدولة المصرية في سنوات قليلة.. لقد استطاع هذا الحزب أن يجمع أكبر عدد من المغامرين والسماسرة الذين استباحوا ثروة هذا الشعب أين ضاعت أموال مصر ومن الذي نهب ثروة هذا الوطن..
< في ظل حكومات الحزب الوطني خسرت مصر أكثر من مليون فدان من أخصب الأراضي الزراعية حيث تحولت إلي مبان وقامت هذه الحكومات بتوزيع ثلاثة ملايين فدان ما بين المنتجعات السكنية والسياحية وملاعب الجولف والبحيرات الصناعية ومساكن الصفوة وبيوت الشباب التي لم يسكنها أحد والمدن الجديدة التي تم توزيعها علي رجال الأعمال من أعضاء الحزب في مدن أكتوبر والعاشر من رمضان والرحاب ومدينتي و15 مايو وبالم هيلز والغردقة وشرم الشيخ والأقصر وأسوان والواحات, لقد نهب الحزب الوطني كل الأراضي المصرية والمطلوب الآن أن تعود هذه الأراضي مرة أخري إلي أصحابها..
< في ظل حكومات الحزب الوطني تم بيع أكثر من300 وحدة إنتاجية من وحدات القطاع العام بتراب الفلوس.. ولو أن لجان التحقيق بدأت في كشف هذه الصفقات المشبوهة لاتضح لنا حجم العمولات والسمسرة والعمال المشردين ومصانع الحديد والسيارات والأسمنت والأغذية والمشروبات والسلع الغذائية والفنادق وعمر أفندي وجتنيو وشكوريل وصيدناوي وكل هذه الصفقات المشبوهة وكل أوراقها عند عاطف عبيد وأحمد نظيف ويوسف بطرس غالي وعز ورشيد والمغربي وعصابة رجال الأعمال الذين باعوا أصول الدولة المصرية..
< في ظل حكومات الحزب الوطني تم توريث الدولة المصرية فقد قام كل مسئول في الدولة بتوريث ابنه جزءا من الغنيمة حيث إن كبار المسئولين في الدولة تركوا لأبنائهم مواقعهم حين صعدوا إلي مواقع أخري.. وتكونت مواكب من العائلات في شئون البيزنس وإدارة الأعمال وأصبحت ثروة مصر كلها بتجارتها وأراضيها ومصانعها موزعة علي خمس أو عشر عائلات كل واحدة منها تخصصت في مجال من المجالات.. كان توريث الثروة والمهن والأعمال الحساسة والمواقع الهامة أخطر عملية نهب تعرضت لها مصر في ظل الحزب الوطني.. لقد تم توريث كل شيء في مصر وكان الهدف هو التمهيد للوريث الأكبر.. ومن يحاول البحث عن هذه الحقيقة عليه أن يأتي بجداول المعينين في المهن الهامة في الدولة ويتتبع الأسماء ليدرك أننا كنا نعيش في عزبة صغيرة وليست دولة عريقة تسمي مصر وكان توريث المناصب أكبر خطرا من توريث الثروة..
وكانت النتيجة أن مصر بعد ثلاثين عاما من الخراب تبحث الآن عن كفاءات بشرية مؤهلة ولا تجد شيئا وسط85 مليون مواطن موزعين بين20 مليونا لا يقرأون ولا يكتبون و20 مليونا آخرين يعانون الأمية الثقافية و15 مليونا يعانون من أمراض الكبد وفيروس سي.. ولم يبق غير بضعة آلاف في المهن الهامة ومكاتب البيزنس والعائلات التجارية من أبناء الصفوة الذين ورثوا مصر مالا وبشرا..
لقد ترتب علي نظام التوريث المهني والسياسي والمالي الذي وضعه الحزب الوطني أنه كان يمثل غطاء محكما لمنظومة الفساد بحيث ان كل قادم جديد سوف يتستر علي فساد أبيه.. كان الهدف من هذا النظام المشبوه أن يخفي الأبناء فضائح وجرائم أبائهم ولكن ثورة25 يناير جاءت لتفضح الجميع..
كان من أكبر جرائم الحزب الوطني أنه أفسد المناخ السياسي في مصر فلم يكن حزبا سياسيا حقيقيا يقدم الكوادر ويرعي الأفكار ويضع برامج الإصلاح والبناء والعمل ولكنه كان حزبا مشبوها في كل شيء ولهذا كان عدوا لكل نشاط سياسي حقيقي ومن هنا كان يسعي لتدمير الأحزاب الأخري فلا هو مارس العمل السياسي ولا هو ترك للأحزاب الأخري الحرية في أن تعمل ومن هنا كانت حالة الجمود والتصحر التي أصابت الأرض المصرية فخلت من الرموز السياسية ومن أصحاب الفكر الخلاق ومن كل صاحب موهبة حقيقية.. لقد جرف الحزب الوطني الأرض المصرية فلم تبق فيها زرعة خضراء واحدة..
< ومع فساد المناخ السياسي كان الخلل الثقافي والفكري والديني في الثقافة خسرت الثقافة المصرية أهم مجالاتها أمام فنون هابطة وغناء رخيص وإعلام مرتبك وصحافة مريضة.. وعلي المستوي الفكري غابت رموز الفكر المصري العريق في دورها وتأثيرها وريادتها.. وعلي المستوي الديني شهدت مصر مرحلة من أخطر مراحل تاريخها في الفهم الخاطيء للأديان وفي خطاب ديني خارج العصر سياقا وفكرا..
جرائم كثيرة حملتها ملفات الحزب الوطني في ثلاثين عاما وكانت آخرها تلك المواقف المشبوهة والأعمال الإجرامية التي ارتكبها الحزب ضد شباب الثورة ابتداء بموقعة الجمل الشهيرة وانتهاء بقناصة بنادق الليزر في ميدان التحرير ومئات الشهداء الذين سقطوا تحت نيران بلطجية وميليشيات الحزب الوطني وهم جميعا الآن ينتظرون مصيرهم أمام القضاء العادل..
هذا هو تاريخ الحزب الوطني الذي انتهيدوره المشبوه في حياة المصريين.. حزب ترك مصر مدينة بمبلغ1.2 تريليون جنيه بواقع15 ألف جنيه دينا علي كل مواطن.. في ظل هذا الحزب البغيض تلقت مصر600 مليار جنيه معونات دولية من الشرق والغرب لا أحد يعرف أين ذهبت.. وحققت قناة السويس دخلا تجاوز500 مليار جنيه والآن يخرج هذا الحزب من حياة المصريين وقد تركها أطلال وطن..
إذا كان حكم المحكمة الإدارية العليا قد أعاد للشعب ممتلكاته التي سرقها هذا الحزب المشبوه فإننا ننتظر عودة البلايين التي نهبتها قيادات هذا الحزب ابتداء بالرؤوس وانتهاء بالتوابع حيث ينبغي أن تراجع ممتلكات الحزب مراجعة صحيحة وأن تدرس جهات التحقيق ما حصل عليه أعضاء الحزب بالباطل من أصول الدولة المصرية بحيث يرجع الحق إلي أصحابه..
أن اختفاء الحزب الوطني ليس فقط نهاية حزب سياسي فاسد.. ولكنه نهاية عصر من الاحتيال والنهب والجرائم..
وإذا كانت عودة الأموال والممتلكات أمرا ممكنا.. فكيف نعيد للشعب المصري عمره الضائع..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق