كيف كان صالح كركر في مرمى نيران الجنرال بن علي...!
تونس – - لم يستغرب العارفون بطبيعة الجنرال المخلوع بن علي كما استغرب غيرهم لما أوردته بعض الصحف على لسان أحد رجال الأمن التونسي من أن أوامر صدرت له بتصفية العديد من رموز المعارضة التونسية المقيمين في باريس، فلطفي الحبيب درويش الضابط السابق بفرقة مقاومة الإجرام ورغم أنه ينتمي إلى جهاز روّع تونس بأسرها وسهر على تفتيت وتدمير المعارضة إلا أن هذا الرجل استغرب المدى الذي وصل إليه بن علي وجرأته على تصفية خصومه في بلد يدعمه بقوة، بل لعله سبب بقائه وتماسكه الرئيسي. الضابط السابق وعلى حدّ قوله يكون قد رفض القيام بمثل هذه المهمة القذرة بعد أن توصل بمسدس كاتم للصوت من كاتب الدولة للأمن بحضور وتشجيع من الجلاد الذائع الصيت محمد علي القنزوعي، وقد تمّ إشعاره أن المسدس ليس إلا هدية له من الرئيس نفسه وذلك للإمعان في إحراجه لكنه أكّد أن مطلبهم هذا قوبل من طرفه بالرفض والاستنكار، و لم ترد تفاصيل حول أسباب اختيار السيد لطفي الحبيب دون غيره لمثل هذه المهمة التي كانت تقتضي بتوجهه إلى باريس لمباشرة مهامه الجديدة كمبعوث أمني بالسفارة التونسية بباريس ومن ثمّ إشعاره بطبيعة المهمة الحقيقية التي تترقبه والتي على رأسها تصفية شخصيات حقوقية وسياسية ربما اختارهم الجنرال بعناية لتكون عملية اغتيالهم رسالة بليغة لغيرهم من أطياف المعارضة بالداخل والخارج، وليظهر للكل أن يده أطول مما يتوقعون.
من ضمن الذين قرر الجنرال إخماد أصواتهم ذكر الضابط اسم المعارض الإسلامي البارز الدكتور صالح كركر الذي كان منذ حلوله بفرنسا هدفا لأجهزة الأمن التونسية المبثوثة في صفوف الجالية، وقد كالت له هذه الأجهزة العديد من التهم وأمعنت في تحريض السلطة الفرنسية عليه حتى أقنعتها أخيرا أنه يشكل خطرا داهما على أمنها وأمن مواطنيها، وقد نال الرجل من التضييقات ما ناله إلى أن انتهى به الأمر تحت الإقامة الجبرية التي أسهمت أيما إسهام في تدهور حالته الصحية وإصابته بالعديد من الأمراض.
صالح كركر والآلاف غيره مازالوا يترقبون الوقت الذي تتحرك فيه المجموعة الوطنية من أجل استرداد حقوقهم ومحاكمة جلاديهم بدل تفريخ مشاغل جانبية تعتبر بؤر توتر وتساعد في تهميش المآسي الحقيقية لسنوات الجمر!!..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق