السبت، 14 مايو 2011

استحقاق الاستحقاق

 استحقاق الاستحقاق


كتب: محمد مدحت

على كل كائن (عاقل أو غير...)استحقاقٌ تجاه ما هو

مستحق عليه.. تجاه بيئته ،أو عشيرته، أو    محيطه

أو أسرته ..التي هي أصغر كيان يظهر فيه مدى ما

على الفرد أو الكائن من حقوق تجاهه.

إن الوحش في البرية من استحقاقاته تأمين الغذاء

لرعيته والمحافظة على كيانها ومنطقة النفوذ والدفاع عنها

وعن الضعيف والصغير فيها .

واستحقاق رب الأسرة أن يوفر المسكن والمأكل والمشرب والأمن والأمان لأسرته الصغيرة.

واستحقاق المعلم تجاه تلاميذه هو الرعاية والتوجيه والصبر على توصيل المعلومة والمحافظة على الرقي والتقدم العلمي.

واستحقاق الشيخ في مسجده والقسيس في كنيسته.. هو التوجيه الروحي وضبط السلوك البشري نحو معالي الأمور من خلال مبادئ الدين والقيم الربانية العظيمة.

ومن استحقاقات اي مسئول مثال  المحافظ في محيط محافظته .. توفير مستلزمات الحياة ..من عيش ومسكن ومشرب ،والتنسيق بين جميع الإدارات لتسيير حياة مواطنيه وفق منظومة القيم والمبادئ والقوانين التي تحكم الوطن، وإشاعة روح التعاون بين الأفراد،وبسط نفوذ الدولة من خلال منظومة الأمن المجتمعي والتي يمثل فيها قمة الجهاز التنفيذي في محيطه.

ومن استحقاقات رئيس الدولة .. المحافظة على هيبة الدولة وحفظ الحدود وتنظيم العلاقات الخارجية للدولة والعمل على توفير الأمن والأمان وتنظيم علاقة الإدارة بالمواطنين وسن القوانين التي تشعر كل مواطن بما له وما عليه تجاه تراب هذا الوطن.

ومن استحقاقات الثوار أن يحافظوا على مكاسب الثورة التي ضحوا  من أجلها،والمحافظة على روح هذه الثورة.. من خلال سلوك الأفراد ،واحترام القيم العليا للوطن من خلال إنكار الذات من أجل إعلاء ذات الوطن والمحافظة على بنيانه.

ومن استحقاقات من قامت من أجله الثورة أن يعي ويعلم أن الثورات إن لم تحم من خلال أهلها فإن المتربصين كثيرون..والاختطاف وشيك..وأصحاب المصالح كثُر..ومن ضيعت عليه الثورة آماله العريضة وأحلامه التي لا تنتهي يريد أن ينقض في كل لحظة ويُفشل كل جهد..

فإن لم ننتبه فإن الزمن لا يرحم من أهمل في حق نفسه وحق من يعول.

ومن استحقاقات الثورة.. أن ندرك أنها ثورة بكل المعاني على موروث عفن وفترة من عمر الوطن أهدرت ...كسرت فيها أظهر الطبقات الوسطى والدنيا من أجل حفنة لصوص اختطفوا الوطن في غفلة من الزمن ..

والآن ذهبت السكرة وجاءت الفكرة وعلى الجميع أن يعي أن من استحقاقاته أن هناك ثورة جاءت لتغيير سلوكه..وتحدث في داخله ثورة على كل ما كان سيئا ليتغير إلى ما هو أحسن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق