الثلاثاء، 12 أبريل 2011

الاوراق المتساقطه

بقلم: محمد مدحت عمار - صاحب مدونة جيل النصر المنشود :-
لحظه الإنتقال من الظلام الى النور هى اصعب لحظات الحياه. لانها لحظه تمس مشاعر لاتمسها الا هذه المره , ويعيش الانسان هذه اللحظه مره واحده فقط وهى لحظه ولادته , ونجد اثر هذه اللحظه فى شخصياتنا وسلوكياتنا وعلاقتانا بالاخرين ,كما عرفنا من علماء علم النفس , و ذلك هو الاثر , فما بالكم بالحظه التى مرت علينا ونحن ننتقل الى الحياه , ونحس بها لاول مره ؟, ولكن الحمد لله لقد جعل الله عز وجل العقل البشرى قادر على نسيان تلك اللحظه.

من حسن حظى انا وجيلى أننا عشنا هذه اللحظه مرتين , مره عندما ولدنا الى الحياه وامرة خرى عندما انطلقت الثوره , وخرجت الحريه والامل الى النور , بعد اعوام فى الظلام الدامس, وولد طفل الديمقراطيه من جديد , وعلينا ان نعلمه الحق والحريه والديمقراطيه و العداله, رغم انه ينتابنا جميعا شعور بالخوف, من ان يظل الطفل شبه اخيه الذى يكبره ويسبقه, وننتظر ثوره اخرى لتحررنا من الظلم.

وفى هذا المقال لا نناقش المرحله التاليه لمصر وهل هى ستصبح مدنيه ام اسلاميه , وانما نتعرض لسقوط عهد الحزب الوطنى الديمقراطى , فلم يتوقع احد بالثوره , وعجزت اقوى اجهزه العالم عن رصدها او التنبؤ بها , رغم وضوح معالمها وظهورها منذ أمد , لتصبح ثوره نموذجيه متوافره الاركان.


الثورة ... سبقها الانهيار الذى بدء منذ عام 2002 عندما اهتم الحزب الوطنى الديمقراطى بالشكل ونسى المضمون ,عندما فتح مدعى السياسه جمال مبارك بيت الافاعى على نفسه , و اقتحم جمال مبارك مجال ليس له اى علاقه به , وقرر ان يخوض التجربه السياسيه اعتمادا على الشركات الدعائيه , وموسسات الدعم الخارجيه , ظنا منه انها اسهل الطرق لنيل مبتغاه , لينسى يذلك انه يريد ان يحكم شعب يعيش فى بلد كانت قد كونت اول تجمع حضارى فى العالم , وان هذه الدوله عاشت على مر العصور ليمر شعبها بها من مختلف الازمات وقرر مبارك الابن ان يدخل من بوابه الحزب الوطنى الحزب الذى عاش فى مصر على مر العصور فكان يتلون باللون المناسب لكل نظام فهو اول حزب ظهر فى مصر فكان الحزب الوطنى ليس حزبا بالمعنى المفهوم بل كان نظام لدوله وموسسه عاشت حياه سياسيه فى كل الظروف التى مرت بها مصر فعجزوا عن معرفه متى نشاء هذا الكيان فهو يمثل كبار الموظفين وكبار التجار وكبار العائلات .

هو تنظيم يسعى دائما الى ضم الصفوه ليضمن وصوله الى القاعده العريضه من من خلال فكره ولى الامر المتاصله فى نفوس المصرين حتى الشباب فهو يحاول دائما ان يضم الشباب البارز فى اتحادات الطلاب ومراكز الشباب والنوادى ويساعدهم فى التمكين ليكونوا قوه ضاربه له دائما فهو تنظيم اذا نظرنا له نظره دقيقه وقرائنا حياته فى الاعوام الماضيه فقط نجد انه عاش كمنظمه طليعيه فى عهد جمال عبد الناصر الغير مؤمن بنظام الاحزاب ليكون اللاعب الوحيد والمنفرد بالحياه السياسيه وعندما تغيره الرؤيه فى عصر السادات تحول لحزب الوسط وعاد ليتشكل فى عهد مبارك الاب ليصبح الحزب الوطنى الديمقراطى ثم يرتدى ثوب التوريث ليتحول الحزب الوطنى اليمقراطى -فكر جديد وكانت هنا بدايه جمال مبارك الذى هدم اكبر مؤسسه سياسيه فى الشرق الاوسط المؤسسه التى امتلكت قصور ومبان عملاقه ومعسكرات فى كل ضواحى مصر واخذت دوله عملاقه فى حجم مصر تخدمه وتعتنق فكره وحتى تاريخيا فاخذ تاريخ مشرف ونسب لنفسه كل الصور السابقه ولكن عبث جمال مبارك بكل شى حتى قضى عاليه ليعود باعضائه الى نقطه ما قبل الصفر وفى عهد مصر الجمهورى ظهرت قيادات حزبيه ترافق الحزب منذ ان كان منظمه بمعنى منذ عهد جمال عبد الناصر ليعيشوا ثلاثه عصور وقد تبروره هذه الصوره فى كمال الشاذلى الرجل السياسى الاول والاقوى فى تاريخ الحزب وهو الرجل الذى حفر النهايه ولكن بقوته وضعف من جاء بعده والسياسه التى اتبعا فى عدم توليد قيادات جديده فرغم قوته ونجاحه فى اداره الحزب الا انه كان حجر الاساس فى اندلاع الثوره فالانهيار االديناميكى الداخلى الذى يتحمله جمال مبارك وفريقه وفشلهم فى اداره الموسسه لتزول النعمه التى انعما الله بها عاليهم وسيطرتهم على اقوى حزب فى الشرق الاوسط ويدمروه ليذوب فى المجتمع والان هيا بنا نرصد بكل شفافيه وحياديه ما دار داخل الحزب الوطنى الديمقراطى فى عهود الانهيار وتساقط الاوراق التى بدءت عام 2002

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق