الأربعاء، 20 أبريل 2011

شهادة رائف محمد الكاشف – من داخل السجن

شهادة رائف محمد الكاشف – من داخل السجن

أسمي  رائف محمد الكاشف، عمري 22 سنة، طالب بمعهد إدارة الأعمال في أكاديمية المدينة بالسنة الثانية.
قبل ثورة 25 يناير مكانش ليا أي هدف، و كنت كل إللي بعملو إني أروح الجامعة و أصرف فلوس أو أنزل أقف مع جيراني على الناصية أو نخرج خروجة حلوه.
قلت لأخويا (راجي) لما نزل الشارع يوم 25 يناير و أنا معاه إن المظاهرات خلصت خلاص. لكن نزلت أصلي الجمعه معاه يوم 28 يناير عشان كنت خايف عليه و مش عايزه يكون لوحده مع إني عارف إن صحابه كلهم من شباب الثورة.
وقفنا لجان شعبية وكنت بقابل ضباط الجيش في الهرم وأحاول أساعدهم في القبض على البلطجيه و المساجين الهاربين من سجن الفيوم في منطقه “حدائق الأهرام” لمده 4 أيام. بعدها يوم 1 فبراير نزلت إعتصمت مع راجي في ميدان التحرير عشان يرحل رأس الفساد.
ونزلت تاني يوم 25 فبراير قبل أخويا ما ينزل لأني مكنتش مقتنع بأحمد شفيقعلى رأي الهتاف “أل بونبوني أل..أل فاكرنا عيال”وأحنا مش عيال..أحنا شباب سنين الفساد خلتنا نعرف مصلحتنا فين و مع مين. النهاية كانت لما مشي أحمد شفيق كان في مطالب تانية للثورة بس كان مضايقني إن الناس مش شايفة غير “حسني مبارك و عصابتة” و سايبين أهم حاجه و هو الدستور إللي كان لازم يتغيير عشان مايجيش ديكتاتور تاني يحكمنا.
الأربعاء 9 مارس 2011، الساعه 3:10
جت مظاهرة بتقول “الشعب يريد إخلاء الميدان” وبعدين رموا علينا طوب و إحنا ردينا عليهم و كان أخويا وقتها مش في الميدان.
الساعه 4:15..جت مسيره تانيه مدنيين “معاهم سلاح” و فرقة 999 بتاعت مكافحه الإرهاب الدولي (!!!) وكانوا رافعين صليب و بيقولو هتاف “الجيش و الشعب إيد واحده” وكان أخويا لسه مكلمني و قاللي إنه جي في السكه.. أول المسيرة ما قربت من الميدان رموا الصليب على الأرض و صاحوا “ هههاااااااااااااااا” و هجموا على الميدان جابوا عليه واطيه. (جريت و أخدت الخيمه معايا) و كان ابويا معايا وقتها رحنا وديناها مكتب نشر للكتب أسمة (ميريت) كان أخويا بيروحه لاصحابه هناك. سبت أبويا هناك مع الخيمه و رجعت عشان أقابل أخويا و أقوله إحنا رحنا فين لقيتهم (ضابط جيش و حوالي 7 بلطجيه) ماسكينه ضرب و رايحين به ناحية المتحف، فجريت عليهم وقلتهم ” دا أخويا” حاولوا يبعدوني عنه، فرميت نفسي عليهم و قلت للضابط ” و النبي خدني معاه..دا أخويا  والنبي خدوني معاه” فخدوني و أخويا مسكني و جري بيا ناحية المتحف عشان منتضربش من (بلطجيه الشعب).
حوه المتحف إستقبلني عساكر الحيش بروسيه و شلالايت و بونيات لغايت ما وصلت قدام باب المتحف الخارجي و ربطوا إيدي ورا ظهري و عموا عينيا بعصابه  و رموني على وشي على الأرض وسط ناس كتير قوي كنت سامع صراخهم و كأنهم بيتسلخوا بس عرفت هما ليه بيصرخوا لما جه العساكر و ضربوني ..كنت وقتها قدرت أنزل الغمامه من على عيني و أشوف اللي بيحصل..كانوا بيضربونا كأننا مش مصريين و أعداء الوطن و الشايم كانت نازله علينا زي السيل الكهربا بالعصيان الكربائيه كل ربع ساعه، حاولت أستحمل و أدعي أن أخويا يكون بخير وسط الناس دي اللي كان عددهم تقريباً 250 واحد.
بعد 6 ساعات من الضرب شفت أخويا لما كانوا بيصورنا في الشارع اللي ورا المتحف (بين المتحف والحزب الوطني)، ولاحظت إن اللي صورنا بالكاميرات دي هما نفسهم اللي كانوا بييجوا عند الميدان و يقولولنا “قاعدين ليه..خربتوا البلد..الله يخرب بيوتكوا”و الحقيقه انهم ميعرفوش ربنا خالص، والدليل المدبحه اللي حصلت من شويه.
وقفنا صف تفتيش، فتشني اتنين مدنيين و خدوا مني 20 جنيه و الساعه و الموبايل و ضربوني علي وشي عشان أطلع أركب الأوتوبيس.
ركبنا الأوتوبيس بتاع الجيش و راح بينا على (س 28 – مقر المحكمه العسكريه) في مدينه نصر و مخرجناش منه لغايت الصبح من غير أكل أو شرب. و بعدين حوالي الساعه 3 العصر كده يوم 10 مارس 2011، رحنا السجن الحربي من غير ماننزل من الأوتوبيس.
قابلت أخويا في الاوتوبيس و قلت له “متخافش انا كويس” رد عليا و قال “مكانش لازم تعمل كده“. وبصيت على الناس معانا لقيت 3 صحاب راجي أخويا و الباقي إما من المعتصمين في التحرير أو ناس ملهاش فيه أو أطفال لكن ولا واحد منهم بلطجي.
جوه السجن الحربي وقفنا صف واحد في ساحه مدخل السجن و أمرونا بخلع الهدوم كلها للتفتيش و اللي كان لابس حزام جلد كان بيتضرب به.
حوالي الساعه 6 مساءاً قالولنا النيابه جت تحقق معاكم. دخلنا واحد واحد للتحقيق (الضابط و الكاتب على مكتب و الناس على الأرض) و وراهم عسكري ماسك عصاية الكهربا. سألني سؤال واحد “أنت كنت بتعمل إيه في التحرير؟” قلت له “كنت مع أبويا و أخويا في وسط البلد بنشتري حاجات“..ودي قصة قلتها أنا و أخويا عشان ميعرفوش يقولا علينا كان معاهم مولوتوف أو سكاكين.
خرجت و بعد ساعه دخلنا مجموعه على المحكمه العسكريه (اللي كانت في “الميز” مطبخ الجيش) و محدش منهم سمع كلمه مننا والقاضي أثناء مرافعه المحامي اللي أنا معرفهوش كان مش مهتم بالكلام و وكيل النيابه كان ماسك موبايله بيبص فيه.
خلصت التمثيليه بعد نص ساعه طبعاً لأن وقت الحلقه خلص، و دخلونا الزنازين في سجن أسمه (3 منتظرين) و كنت مش عارف بكره هيحصل إيه؟؟!!
يوم 12 مارس 2011، حوالي االساعه 10 بليل جت العساكر و نادو على أخويا و علي صبحي و محمد طارق من الزنزانه و راحوا إفراج.
بعدها دخل علينا يوم 13 مارس مجموعه تانيه كان ضمنهم عمرو أسماعيل صاحب راجي و عمرو عيسى زميلي في الزنزانه و صاحب راجي. يوم 22 مارس جت العساكر و قالولنا إفراج لكنهم ضحكوا علينا و ركبونا عربيه ترحيلات الداخليه لسجن أسمهشديد الحراسه جوه سجن طره المزرعه وعرفت بعدين لما راجي و أبويا دخلوا لزيارتي إني واخد حكم بسنه واحده سجن و التهم( حيازة مفرقعات و أسلحه بيضاء، تخريب عمد، تعطيل الطريق، تخريب ممتكات عامه و خاصه، خرق حظر التجوال- وهما قبضوا عليا الساعه 4 العصر ومن غير مايكون معايا حاجه، و استعمال القوه).
بقالي هنا في السجن 3 أسابيع مش عارف إيه اللي هيحصل لأهلي و دراستي، مش عارف ايه اللي حصل ده أصلاً..بس عرفت هدفي إيه هيكون ..هدفي هو تطهير البلاد من الفساد اللي قبض علينا و اللي لسه بيحكم و يتحكم فينا حتى الأن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق