في انتظار ... قـــــــــــــــــــــرد!؟

في انتظار ... قـــــــــــــــــــــرد!؟

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "إن رجلاً حمل معه خمراً في سفينةٍ، ومعه قردٌ. قال: فكان الرجلُ إذا باع الخمرَ، شابه ـ أي خلطه ـ بالماء، ثم باعهُ. قال: فأخذ القردُ الكيسَ، فصعدَ به فوق الدَّقَلِ ـ أي صاري السفينة ـ. قال: فجعلَ يطرحُ ديناراً في البحرِ، وديناراً في السفينة، حتى قَسَّمَهُ". [حديث صحيح، رواه أحمد]

يقص علينا الحبيب صلى الله عليه وسلم، هذه القصة الغريبة، والتي حدثت في عصر ما، وفي مكان ما، وفي قوم ما، والظاهر أنهم قبل عصر تحريم الخمر، وكيف تجرأ حيوان صغير، على مواجهة المنكر، الذي يقوم به صاحبه، فلم يتردد أن يواجه فاعله، فيصعد إلى أعلى مكان بالسفينة، ويقسم المال بالعدل إلى قسمين متساويين؛ قسم يخص الماء، فرماه إلى البحر، وقسم آخر يخص صاحبه، فرماه إلى السفينة.

قرد ... يقود حركة الجماهير:

ولكن عندما نحلل هذه الحالة القردية من خلال همومنا المعاصرة؛ خاصة بعد ثورة الياسمين وانتفاضة الجماهير الغاضبة في تونس؛ فإننا نستشعر هذه الخواطر والتأملات.