الأحد، 10 أبريل 2011

خواطر حول الثوره

طول عمري بأحلم بالثورة دي
كل اللي يعرفوني كانوا بيقولوا عليا ثورجي و بيقولوا إن كلامي الكتير في السياسة حيوديني في داهية و مفيش حد دخل المدونة دي الا و قال عليا ثورجي من الدرجة الأولى رغم إني يادوب كنت بأقول اللي شايفه حق وبس

شعور غريب إنتابني لما شفت الثورة على الجزيرة و الإنترنت شعور بالفرحة و الامل و الألم و الرهبة و القلق
طول عمري كنت بأحلم بالثورة دي و يوم ما تقوم اكون انا بره مصر و مفيش في إيدي حاجة أعملها غير إني أتابع و أدعي ربنا و أحاول أتفاعل مع الناس عبر الإنترنت
متأكد  إني لو كنت في مصر كنت أكيد حأشارك في جمعة الغضب في دمنهور و بعد كام يوم أكيد كنت حأنزل مع اصحابي ميدان التحرير في القاهرة بس للأسف ما قدرتش آخد الشرف ده
أنا فرحان بكل مكاسب الثورة لحد دلوقتي و رئيس وزراء محترم زي عصام شرف ده مكسب رهيب مقارنة برؤساء الوزراء السابقين
بس مش عاجبني الحكم العسكري بتاع المجلس الأعلى
ليه ما يتمش نقل السلطة لمجلس رئاسي مدني و به 4 مدنيين + 1 عسكري
ليه اللهوجة و السربعة في التعديلات الدستورية اللي حتضبط إنتخاب الرئيس و مدته بس حتسيبه بصلاحيات مطلقة بلا أي قيود و السلطة المطلقة مفسدة مطلقة خصوصاً لو إتعملت الإنتخابات الرئاسية قبل البرلمانية
ليه ما نشتغلش بشكل صح زي ما تونس بتحاول تعمل
الأول إنتخابات مجلس تأسيسي لوضع دستور جديد بالكامل و بعدها إنتخاب المجالس المحلية ثم مجلس الشعب مع إلغاء مجلس الشورى ثم إنتخاب الرئيس و بعد أول فترة للرئيس تكون كل المناصب بالإنتخاب من رؤساء مجالس المدن و عمد القرى لحد المحافظ و نوابه
و لابد من الإلغاء الفوري للطوارئ حالاً و إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين في مصر قبل الثورة و بعدها لإني بأشوف ناس بتطالب بإطلاق سراح معتقلين 25 يناير بس طيب و اللي قبل كده ؟ لازم كل المعتقلين يفرج عنهم فوراً و مش فاهم سر التباطؤ الرهيب ده في إطلاق سراحهم دي ناس مسجونة ظلم و كل ساعة زيادة ليهم في السجن ذنب في رقبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة و في رقبة كل الثوار
ثم إيه حقيقة التقارير الللي بتتكلم عن ناس فوق الـ100 إعتقلهم الجيش و عذب معظمهم و هما كلهم متظاهرين سلميين ؟ و التقارير دي وثقتها منظمة العفو الدولية و ليه 170 متظاهر من اللي كانوا معتصمين سلمياً في ميدان التحرير و الجيش فرقهم بعنف شديد بيتعرضوا على النيابة العسكرية النهاردة و كده دي تاني مرة الجيش يضرب متظاهرين و معتصمين و لو فاكرين الجيش طلع إعتذر أول مرة و قال رصيدنا يسمح و مع كده إنطس عمرو البحيري الغلبان 5 سنين بحكم محكمة عسكرية بعد تلفيق تهمة حيازة سلاح معاه و خرق حظر التجوال في جلسة محاكمة ما أخدتش نص ساعة و بدون محامي كمان و لسه عمرو مرمي في السجن لغاية دلوقتي
ليه الشرطة العسكرية مسلحة بعصيان كهربائية بيصعقوا بيها اللي بيفرقوهم بعنف رهيب


أنا فرحان بالثورة و حسيت بأثرها عليا هنا في الغربة لما إختلفت نظرة السعوديين و الجنسيات التانية لينا كمصريين و بقوا بيبصوا لنا بنظرة إحترام بل و بعضهم بيفخر بينا كمان
حسيت بيها لما زميلي الهندي المسلم كان بيتابع معايا كل يوم الصبح أخبار الثورة و ميدان التحرير
حسيت بيها لما واحد زميلي حكى لي عن إزاي كانت السفارة المصرية في الرياض بتتعامل بإستهتار معانا قبل الثورة و إزاي المعاملة بقت محترمة جداً بعد الثورة لدرجة إنه قابل السفير شخصياً و مضى له الورق اللي كان عايز يخلصه منه بسهولة تختلف تماماً عن نظام دوخيني يا لمونة اللي كان قبل الثورة
و حاجات غير كده كتير
بس أنا خايف على الثورة من ملاعيب أمن الدولة و بقايا الحزب الوطني
خايف من الثورة المضادة
خايف من كتر ما بنبلع الزلط للجيش حبيبنا يتمادى أكتر و أكتر في الاخطاء اللي مش بتحصل غير في القاهرة لإن الجيش في دمنهور و محافظة البحيرة عندنا بل و في باقي محافظات مصر لم تسجل عليه أي ملاحظة و ربنا يكون في عونهم لإنهم جيش مش متدربين على عمل الشرطة و حفظ الامن مش شغلتهم
لازم كل البلاغات اللي ضد الجيش  عن اعتقالات غير مبررة و تعذيب للبعض يتحقق فيها من النيابة العامة مش العسكرية و لو حد غلطان يتعاقب لكن مش نستبدل قمع الشرطة بقمع الجيش حتى لو كنا بنحبه


خلاصة الكلام انا فرحان بالثورة و خايف عليها في نفس الوقت و نفسي الوقت يجري و أنزل مصر بسرعة علشان أشوف مصر الثورة اللي طول عمري بأحلم بيها
عايز أشوفها بعينيا لإني إشتقت لها كتير من كل اللي بأشوفه و أقراه عنها من هنا في الغربة
الكاتب / محمد مدحت عمار
صاحب مدونة جيل النصر المنشود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق