الجمعة، 8 أبريل 2011

يزول الالم ويبقى الاجر

الأخوة الأعزاء رواد جيل الصحوة


سلام الله عليكم ورحمتة وبركاته



أكتب هذا البوست وقلبى يعتصره الألم ويهز كيانى زلزال شديد ما شعرت به من قبل




والسبب فى ذلك هو عصر المتناقضات وعصر اللامعقول الذى نعيشه




العصر الذى يصدق فيه الكاذب ويكذب فيه الصادق ويؤتمن فيه الخائن ويخون فيه الأمين وينطق فيه الرويبضة




العصر الذى يسب فيه اطهر الخلق وخير من وطئت قدمه الثرا ولا يتحرك لنصرته أحد فى نفس الوقت الذى تصدر فيه الفتاوى بالجلد وتفتح فيه السجون حينما يشاع على مبارك أنه مريض




العصر الذى يحارب فيه أتباع سيد المرسلين




العصر الذى أصبح الطهر فيه ذنبا وتهمة وأصبح الرجس فيه سجية وشرفا




العصر الذى أصبح فيه اللصوص والقتلة وتجار المخدرات وتجار البغاء طلقاء




وأصبح فيه الشرفاء والمخلصين وأولياء الله والدعاة إليه أسرى و سجناء




أخوتى في الله اعذرونى إن كانت كلماتى اليوم تنزف بالألم والحزن




فأنا فعلا حزين جدا لدرجة لا يتخيلها بشر بسبب ما نشاهده ونعانيه هذه الأيام




ومما أدمى فؤادى فى خضم عصر المتناقضات الذى نحياه هذا هو فقدى لرجلين أحببتهم حبا كثيرا




الأول هو الدكتور ابراهيم الزعفرانى


ذلك الكهل الشاب



الملىء بالحيوية والنشاط




يقف وسط الشباب وكأنه شاب مثلهم




ينزل إلى فكرهم




ويتعامل معهم وكأنه واحد منهم




هذا الرجل الذى لم أر محبا لوطنه مثله



ولا مدافعا عن المظلوم فى شراسته وعلو همته



رغم انى لم اقترب منه إلا مؤخرا



إلا انى تعلمت منه الكثير والكثير



ثم جاءتنى الصدمة الثانية



واعتقل رجل آخر من النوع الذى عز وجوده فى هذه الأيام


التى عز فيها الرجال وكثر فيها أشباههم




هذا الرجل تربيت على يديه وسقانى من معين الإسلام الذى لا ينقطع




وزرع فى وفى أصحابى حب الإسلام والغيرة عليه




هذا الرجل تعلمت على يديه كيف أتلو واحفظ كتاب الله وكيف ألتزم بأحكامه




هذا الرجل تعلمت منه كيف أكون فردا نافعا فى مجتمعى




تعلمت منه الإبتسامه فى وجوه الناس والإنفتاح على المجتمع




تعلمت منه التواضع


تعلمت منه أشياءا كثيرة لا استطيع حصرها فى سطور


هذا الرجل هو شيخى وأستاذى ومحفظى القرآن فضيلة الشيخ محمد عبد العظيم موسى




هذا الرجل الخلوق المؤمن الداعية المخلص نحسبه كذلك ولا نزكى على الله أحدا




فهو من خير الناس بشهادة رسول الله له ولأمثاله




فقد قال صلى الله عليه وسلم




خيركم من تعلم العلم وعلمه



وأشهد لهذا الرجل أنه تعلم وعلم






كان جزاء هذا الرجل بعد هذا الغرس الطيب الذى زرعه فى أهل قريتى وشبابها ورجالها


أن يسحل ويعتقل كاللصوص فى ليلة الأربعاء الماضى الساعة الثانية والنصف صباحا

حيث داهمته قوة مسلحة من أفراد الإرهاب المركزى ورعب الدولة


والتى حاصرت قريتنا الصغيرة بأكملها بالسيارات المدرعة




ثم قاموا بالقبض على شيخنا من على فراشه بعد نهب وتدمير بيته المتواضع


وهذه صور حية لبيت استاذنا الفاضل بعد القبض عليه



فهل يعقل ذلك


هل يعقل أن يعتقل ويسجن من يزرع فى الناس الفضيلة ويدعوهم إلى طريق الله....!!!!؟؟














هل يعقل أن يسجن ذلك الرجل الذى أحبه واحترمه الصبية والشباب والرجال والشيوخ...!!!؟؟


انظروا إلى التفاف الشباب حوله وسعادتهم بكلماته الطيبة



انظروا إلى إلى سعادة الشباب بإلتقاط الصور معه فى يوم العيد




انظروا الى الحب الذى استطاع أن يزرعه هو وإخوانه فى قلوب أهل قريتى مما جعلهم يعانقون ويقبلون بعضهم صبيحة يوم العيد فرحا بما وفقهم الله إليه من الطاعة فى رمضان وغير رمضان


لهذا كله أرادو حبسه


حتى لا يصير مجتمعنا سويا


حتى تنتشر الرذيلة بدلا من الفضيلة


حتى يصير مجتمعنا علمانيا بعد أن صار إسلاميا


ولكن هيهات هيهات يا مبارك


هيهات هيهات يا أذناب الصهاينة وذيولهم


هيهات هيهات يا من تتاجرون بأوطانكم وعقيدة أهلها


هيهات هيهات أيها المنبطحون تحت أقدام العم سام


والعم كوهين


هيهات هيهات ايها الرويبضة


فأنتم تظنون أنكم بهذه الإعتقالات ستكسرون إرادتنا


وتظنون أنكم بذلك ستجعلوننا نتخلى عن هويتنا


ونتنكر لعقيدتنا ونصبح مثلكم ذيول


لكن فلتعلموا .....


أن الهامة التى رفعت لن تنحنى أبدا امام ظالم مهما حدث


وأن الجبهة التى سجدت لله لن تسجد لغيره أبدا


ولتعلموا أن اليد التى عفت عن الحرام لن تمدها فى يد محتل أو خائن أو منافق جبان


ولتعلموا أن القدم التى سارعت إلى طريق ربها لن تهرول إلى أعتاب البيت الأبيض كما هرولتم إلى أنابوليس


ولتعلموا ايها المنافقون


أنكم تحرثون فى البحر


فأنتم تحاربون أناساً لا يهابون سجونا ولا حتى موتاً


تحاربون قوما إذا اصابت أحد قادتهم محنة ولد من بينهم ألاف القادة الجدد


فهل تتخيلون أنكم بإعتقال الشيخ محمد عبد العظيم أفقدتمونا إياه


أقسم بالذى رفع السماء بلا عمد


كلنا محمد بن عبد العظيم


ولتنظروا معى




هؤلاء بعض اتباعه


تربوا على يديه


يعيشون بمبادىء نبيهم وهديه الذى علمهم إياها محمد بن عبد العظيم وامثاله


ولتعلموا أيها الطغاة الجبناء


أن ما تفعلونه هذا بهؤلاء الصفوة من البشر


ما يزيدنا إلا ثقةً أننا المنصورون من الله


وأننا الذين وفقنا إلى الدرب الصحيح


فلا يشتد البلاءإلا على أهل الحق :


إسمعوا معى قول المولى عز وجل


"ام حسبتم ان تدخلوا الجنه ولما ياتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم الباساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله الا ان نصر الله قريب " البقرة (آية:214)؟


أى لا يأتى النصر من الله إلا حينما يبتلى أهل الحق فى حقهم ويزلزلوا


وها قد حدث فنصر الله إذن قريب جدا


وبطشه بكم ايضا سيكون شديد جدا


فتربصوا حتى يأتى الله بأمره والله لا يهدى القوم الفاسقين


فإن الله يمهل للظالم حتى إذا اخذه لم يفلته


ويمدهم فى طغيانهم يعمهون


فلا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون


أما أنتم أيها لإخوان فاثبتوا ولا تولوهم الدبر


وأعلموا ان هذا الإبتلاء ما أصابكم إلا تمحيصا من الله لكم حتى يميز الخبيث من الطيب


فقد قال الله عز وجل


أحسب الناس ان يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون


وقال صلى الله عليه وسلم
أشد الناس بلاءأ الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل


ولتجتهدوا فى دعوتكم ولا تتكاسلوا وتذكروا موقف نبيكم


والأمل الذى كان يملأ قلبه فى اشد الأوقات شدة


حينما عاد من الطائف وقد ادمى السفهاء قدمه ولم يجد من يسمعه


إلا إنه لم ييأس


فحينما أتيحت الفرصه للدعوة لم يتكاسل ودعا إلى الله


حينما ذهب يستريح فى البستان ووجد عبدا يسمى عداس فأجرى معه حوارا اسلم بعده عداس وذلك فى نفس اليوم الذى طرد فيه من الطائف


وايضا إمامكم حسن البنا رحمه الله


حينما فرضت عليه الإقامة الجبرية


وحينما اعتقل باقى إخوانه حتى يظل وحيدا لم ييأس فقد حكى أحد الإخوان الذين عاصروه أنه بعدما افرج عنه ذهب ليطمئن على الإمام حسن البنا فوجده فى المسجد ومعه طفلا صغيرا يعلمه كيفية الوضوء


أى أنه لم يتخلى عن دعوته حتى فى أشد المواقف شدة عليه


فقد آثر ان يبدأ من الصفر على أن ييأس ويتخلى عن دعوته


فكل ما يحدث الأن هو دافعاً لنا جميعا لنجتهد فى دعوتنا والنصر آت أت أت ولكن الصبر الصبر الصبر مع العمل


وقولوا حسبنا الله ونعم الوكيل


واكثروا منها


وقولوا أيضا


إنا لله وإنا إليه راجعون


وطبقوا قول المولى عز وجل


ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين اللذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون


واعلموا أنكم القابضون على الجمر وأنكم الغرباء


فطوبى للغرباء فهذا وعد نبيكم لكم


فهل مع هذه البشرى يصيبنا يأس أو ضجر


فلنعش جميعا بهذا الشعار


يزول الألم ويبقى الأجر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق