الاثنين، 11 أبريل 2011

ثورة الغضب(22): لا تستغلوا الشيخ..!!

 ثورة الغضب(22): لا تستغلوا الشيخ..!!


لا تستغلوا الشيخ..!!



لعلك شاهدت الكنز الذي وقع عليه البعض قريبا من تراث الشيخ الشعراوي -رحمه الله - (وتراثه كله كنوز)
، وهو كليب الفيديو الذي يتحدث فيه الشيخ عما يجب على الثائر بعد أن تنتهي مرحلة الثورة، 
وكانت له عبارة موجزة وضحت مقصده: 
"إن الثائر الحق هو الذي لا يظل ثائراً، وإنما يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجاد"..
طبعا العبارة مصكوكة صكا رائعا (وهو أمر طبيعي من علامة اللغة)، ومعناها - في ظني - لا يختلف معه عاقل عادل..
لكن ما أثار دهشتي - وارتيابي حقيقة - هو التسويق الإعلامي الكثيف لهذا المقطع ابتداءً من قِبل القناة التي اكتشفته، وهو ما أدى - تلقائيا - إلى نشره عبر القنوات اليويتيوبية والفيسبوكية..!!!!
من حقي - إن سمحتَ لي - أن أرتاب من هذا التكثيف المبالغ فيه - والذي جعلني أشك أن المقطع سينزل لي من الحنفية!!!!-... فلماذا الآن؟!
أعتقد - والله أعلم - أن السبب يكمن في أن المقطع يسعد ويغذي مطالب فئات ثلاث لا يُستهان بها في مجتمع ما بعد الثورة:
1- فئة الخائفين دائما المذعورين أبدا (من الانفلات الأمني أو على استقرارهم الاقتصادي الشخصي).
2- فئة تجاري الأحداث دون اعتراض ظاهر، لكنها - رغم ذلك - تكره الثورة في بواطنها.. أو تفضل أنصاف الثورات وتكتفي بالفتات دائما.
3- فئة مثبطة مخذلة لا ترجو نجاحا ولا اكتمالا لهذه الثورة المباركة (سمهم "ثورة مضادة" أو ما شئت.. المهم أننا جميعا نعرف دوافعهم).

وأنا لم أتعوّد أن ألوم خائفا على خوفه.. ربما أشفق عليه وأشجعه، وربما أشمئز منه وأتجنبه؛ فلكل موقف طبيعته ورد فعله.. لكني في النهاية لا أحمله فوق طاقته..!
من أجل ذلك أقول - بشكل أساسي - للفئة الأولى:
يا إخواني؟ يا من طرتم فرحا بكلمات الشيخ مبررين بها خوفكم.. (ولا أريد أن أقسو أو أعمم وأقول: تخاذلكم)...!
وما علاقة حديث الشيخ بمرحلتنا هذه؟
هو يتحدث عن الثائر بعد انتهاء ثورته.. فهل انتهت ثورتنا؟!
نعم..؟
إذن دعوني أذكركم بأن انتهاء الثورة - أي ثورة - مرهون بتحقيق أهدافها التي من أجلها قامت؟
فهل تحققت أهداف ثورتنا؟
هل تم التخلص من رأس الفساد المخلوع وعائلته العفنة؟
هل تم التخلص من رباعي الشر؟
هل تم تطهير البلاد من قمم الفساد على رؤوس المحافظات والمحليات والجامعات؟!!
هل وصلنا إلى بر الأمان بتكوين مجلس شعب نزيه يمثلنا أفرادُه بصدق؟
هل بلغنا شاطئ الاستقرار بانتخاب رئيس يمثلنا حقيقة؟
هل انتهينا إلى صك دستور نظيف يعبر عن آملنا ويحمي مستقبلنا؟
عندما يحدث كل ذلك.. أعتقد وقتها أن هذا المقطع سيحين دوره..!!

بينما أقول للفئة الثانية بإيجاز: إن لم تريدوا خيرا، فلا تعينوا على شر.. ولتقولوا خيرا أو لتصمتوا..!! 

أما أصحاب الفئة الثالثة، فهم سيئو النية يتعمدون الإفساد في الأرض بكل صورة وبكل ما أوتوا من مال أو جاه أو رجال أو إعلام في محاولات - فاشلة بإذن المولى - للقضاء على الثورة..!!! ولا أعتقد أن كلماتي لها نصيب أو ثقل لديهم!!!
لكن واجبي يقتضي أن أقول لهم: لا تستغلوا الشيخ الشريف في حملتكم غير الشريفة..!!

قد يكون حديثي متأخرا بعض الشيء عن وقت إصدار ذلك الفيديو.. لكن هذه الكلمات هي نموذج متجدد لما أريد أن أقوله لكل من ينخدع أو ينجرف وراء كلمات حقٍ يُبتغى بها باطل..!!! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق