الاثنين، 11 أبريل 2011

"أبو الأرواح السبعة"..!!

"أبو الأرواح السبعة"..!!




"على يدي هذا الرجل عرفت لأول مرة كيف يمكن أن تمارس اللعبة السياسية بكل شرف.. بين قطيع من ذئاب لا تعرف الشرف..!!" [ماجد]


"لُقِّب البروفيسير (نجم الدين أربكان) بـ"أبي السبعة أرواح" من كثرة ما دخل وخرج من محاكم وسجون، ومن كثرة ما أسس أحزابا بلغ عددها في فترة زمنية قصيــــرة -قياسا بعمر الدول - خمسة أحزاب"


* * * * *


سيرة البروفيسير (نجم الدين أربكان)
في سطور لا توفيه حقه


* عام 1926م: وُلِد (نجم الدين أربكان) في مدينة على ساحل البحر الأسود، وهو ينحدر من نسل الأمراء السلاجقة، وكانت أسرته تلقب بـ"ناظر زاده" أي "ابن الوزير".



* عام 1948م: تخرج في كلية الهندسة الميكانيكة من جامعة اسطنبول، وكان الأول على دفعته وتعين معيدا في نفس الكلية.

* عام 1956: حصل على الدكتوراه من جامعة أخن الألمانية في هندسة المحركات. وفي نفس العام عمل في ألمانيا رئيسا لمهندسي الأبحاث في مصانع محركات "دويتز". وتوصل أثناءها إلى ابتكارات جديدة لتطوير صناعة محركات الدبابات التي تعمل بكل أنواع الوقود. ثم عاد إلى بلاده ليأسس مصانع (المحرك الفضي) التي تخصصت في تصنيع محركات الديزل، والتي ما تزال تعمل حتى الآن، وتنتج نحو 30 ألف محرك ديزل سنويا.

* عام 1970م: أسس مع عدد من المفكرين والناشطين (حزب النظام الوطني) الذي كان أول تنظيم سياسي ذي هوية إسلامية تعرفه الدولة التركية الحديثة منذ زوال الخلافة عام 1924م. وكان (أربكان) قد بدأ حياته السياسية بعد تخرجه من كلية الهندسة، وأصبح رئيسا لاتحاد النقابات التجارية، ثم انتخب عضوا في مجلس النواب عن مدينة قونية، لكنه منع من المشاركة في الحكومات المختلفة بسبب نشاطه المعادي للعلمانية، وكان تأسيس حزبه أول اختراق جدي لرفض القوى العلمانية المهيمنة له.

* عام 1971م: تم حل حزبه (النظام الوطني) بعد 9 أشهر بتهمة انتهاك الدستور العلماني، والعمل على إقامة حكومة إسلامية في تركيا!

* عام 1972م: قام بتأسيس حزب (السلامة الوطني).

* عام 1974م: شارك في الانتخابات البرلمانية وفاز بـ50 مقعدا كانت كافية له ليشارك في حكومة ائتلافية مع حزب (الشعب الجمهوري) الذي أسسه (أتاتورك) ليرعى المبادئ العلمانية. وتولى أربكان منصب نائب رئيس الوزراء، وقاد حركة لحماية القبارصة الأتراك المسلمين الذين كانوا يعانون من تجاوزات الأكثرية القبرصية اليونانية. وقد حقق مكاسب كبيرة للتيار الإسلامي من أهمها الاعتراف بهذا التيار وإظهار أهميته في الساحة السياسية. كما قدم بعد تشكيل الحكومة مشروعا للبرلمان بتحريم الماسونية في تركيا وإغلاق محافلها، وأسهم في تطوير العلاقات مع العالم العربي.



* عام 1980م: بعد خروجه من الحكومة قدم مشروع قانون إلى مجلس النواب يدعو الحكومة التركية إلى قطع علاقاتها مع إسرائيل، وأتبع ذلك مباشرة بتنظيم أضخم مظاهرة شهدتها تركيا الحديثة ضد القرار الإسرائيلي بضم مدينة القدس، الأمر الذي اعتبر استفتاءً على شعبية التيار الإسلامي بزعامة (أربكان). وبعدها بأيام قام الجيش بانقلاب عسكري أطاح بالائتلاف الحاكم، وعطل الدستور وحل الأحزاب واعتقل الناشطين الإسلاميين - ومنهم (أربكان) - إلى جانب اليساريين.


* عام 1983م: خرج (أربكان) من السجن في موجة انفتاح على الحريات، فأسس حزب (الرفاه الوطني) الذي شارك في انتخابات نفس العام فحصل على 1.5% فقط من الأصوات. لكنه لم ييأس وواصل جهوده السياسية للانتشار في المجتمع.


* عام 1996م: أفلح في الفوز بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية ليترأس حكومة ائتلافية مع حزب (الطريق القويم). وخلال أقل من عام - قضاه (أربكان) رئيسا للحكومة التركية - سعى إلى الانفتاح بقوة على العالم الإسلامي، وأعلن عن تشكيل مجموعة الثماني الإسلامية التي تضم إلى جانب تركيا أكبر سبع دول إسلامية: إيران وباكستان وإندونيسيا ومصر ونيجيريا وبنغلاديش وماليزيا. لكنه حرص - رغم ذلك - على عدم استفزاز الجيش، وحاول تكريس انطباع بأنه لا يريد المساس بالنظام العلماني؛ فوقع
على الاتفاقيات المتعلقة بإسرائيل بعد ضغوط عسكرية شديدة وصلت للتهديد بالانقلاب العسكري.. ورغم ذلك لم يزر - أو يطلب زيارة - إسرائيل. ولم يقنع هذا التقارب جنرالات الجيش؛ فقاموا بضغوط شديدة عليه لوقف كل مظاهر النشاط الإسلامي في البلاد (سياسيا وتعليميا وعباديا)، فاضطر إلى الاستقالة من منصبه لمنع تطور الأحداث إلى انقلاب عسكري فعلي.


* عام 1998م: تم حظر حزب (الرفاه) ومنع (أربكان) من مزاولة النشاط السياسي لخمس سنوات بتهمة انتهاك مواثيق علمانية الدولة، لكنه لم يغادر الساحة السياسية، ولجأ إلى المخرج التركي التقليدي؛ فأسس حزبا جديدا باسم (الفضيلة) بزعامة أحد معاونيه وبدأ يديره من خلف الكواليس.


* عام 2000م: تعرض حزب (الفضيلة) أيضا للحظر!


* عام 2003م: عاد ليؤسس حزب (السعادة)، لكن خصومه من العلمانيين، تربصوا به ليجري اعتقاله ومحاكمته في نفس العام بتهمة اختلاس أموال من حزب (الرفاه) المنحل!! وحُكم عليه بسنتين سجنا وكان يبلغ من العمر وقتها 77 عاما. وبعد خروجه من السجن حصل على حكم قضائي برئاسة حزبه. 



* عام 2011م: تُوفِّي (نجم الدين أربكان) صباح يوم الأحد 27 فبراير عن عمر يناهز 84 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.



يُعدُّ (أربكان) أبو الحركة الإسلامية السياسية في تركيا، والمعلم والأب الروحي للذين يقودون الحكم في البلاد الآن وعلى رأسهم رئيس الوزراء الحالي (رجب الطيب أردوغان)، وكان هؤلاء الطلاب قد استفادوا كثيرا من أخطاء أستاذهم، حتى رأوا من الأهمية لهم الانشقاق عليه؛ فأسسوا حزب (العدالة والتنمية) مع احتفاظهم له بالفضل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق