الجمعة، 1 أبريل 2011

فضيحة اعلاميه

هل يعقل أن تقاطع قنوات الاعلام المصري الرسمي والفضائيه المصريه يوم التضامن العربي مع غزة ؟! للأسف هذا حدث والتفاصيل نشرتها بعض الصحف صباح أمس كاشفة عن فضيحه جديده لاعلامنا الموجه الذى فقد الثقه والاحترام واصبح يدار وكأنه مكتب علاقات عامه تابع لولى الامر وفى خدمته ولاعلاقه له بالبلد الذى يمثله ولا بالامه التى يخاطبها.

خلاصه الحكايه ان اتفاقا عقد بين اتحاد المنتجين العرب وبين مسئولى التلفزيون المصري على تخصيص بث يوم الجمعه 15-1 ليكون يوما للتضامن العربي مع غزة وبمقتضى الاتفاق الذى أبرمه ابراهيم ابوذكرى – رئيس الاتحاد – فقد كان مقررا أن يكون استوديوقناة النيل الاخباريه التابعه للتلفزيون المصري هو الاستوديو الرئيسي الذى تدار منه فعاليات البث الموحد الذى اشتركت فيه 50 قناه عربيه وبعد أن تم ترتيب الامر على هذا النحو فوجىء الجميع بتعليمات أصدرها السيد أنس الفقى – وزير الاعلام – قبل 48 ساعه من موعد البث قضت بالتراجع عن الاتفاق وعدم استخدام استوديو قناه النيل لاطلاق الحمله ويبدو ان انعقاد قمة الدوحه رفع من درجه التوتر والحساسيه لدى الاجهزة المصريه المعنيه فتقرر اخراج التلفزيون المصري من حملة التضامن مع غزة فى هذا اليوم بالذات الذى صدرت فيه التعليمات ايضا بتجاهل قمة الدوحه حطاً من قدرها وإقلالاً من شانها.

من المفارقات أن ذلك حدث فى الوقت الذى أصبح فيه الاعلام المصري ينفخ يوميا فى مظاهر تضامن الحكومة مع الشعب الفلسطيني فى غزة ويبالغ فى ذلك حتى بات يتحدث عن ان معبر رفح مفتوح طوال الوقت امام الاغذيه والادويه وحملات الاغاثه وان مستشفيات مصر فتحت للجرحى وان البلد يرحب بهم في حين أن حماس هى التى تمنعهم كما ان كبار المسئولين وقيادات العمل العام اصبحوا لا يعرفون النوم من شده حرصهم على ان يظلوا طوال الوقت الى جانب الجرحى والمصابين الموزعين على مختلف المستشفيات .وهى الحملة الاعلاميه التى صدرت التعليمان بشنها للرد على الانتقادات المتكرره التى وجهها للنظام المصري المتظاهرون فى انحاء العالم العربي وخارجه بسبب اشتراكه فى حصار القطاع باغلاق معبر رفح ومنع حملات الاغاثه المقدمه من مختلف الجهات واعتقال منظميها.

حسب الكلام المنشور فان احد القيادات فى وزارة الاعلام اجرى اتصالا لايجاد بديل لقناة النيل تم بموجبه ترشيح قناه دريم غير الرسميه لكى تستقبل فعاليات التضامن مع غزة وبالفعل انطلقت الحملة من استوديوهات قناة(دريم) واستمر الارسال منها مدة 12 ساعه متصله وحققت نجاحا ملحوظا حيث تم جمع تبرعات من المشاهدين العرب بلغت نحو 500 مليون دولار كما تم توفير 50 سيارة اسعاف فى خمس ساعات .

ومن الطرائف التى حدثت اثناء البث ان بعض الضيوف حرصوا على ان يؤكدوا اهميه دور مصر فى التعامل مع القضيه الفلسطينيه دون ان يلاحظوا ان وزير الاعلام المصري اصدر تعليماته بمقاطعه المناسبه.

ان السيد الفقى بقراره هذا لم ينتبه الى اهميه ودلاله تبنى التلفزيون المصري لحملة من هذا القبيل . تماما كما لم يعر اهتماما لحق المشاهد المصري فى ان يتابع ما يجري فى قمة الدوحه . هو لم يفكر فى ذلك ولكن شاغله الوحيد كان ارضاء اولى الامر واولياء النعمه والتعبير عن استيائهم وغضبهم حتى اذا كان ذلك على حساب دور يجب ان يقوم به الاعلام المصري فى الحفاظ على سمعه وقيمه مصر واحترام حق المشاهدين فى المعرفه وهو معذور فى ذلك لانه لم يكتسب شرعيته او يحتل مقعده من شيء قدَّمه فى اى مجال ولكنه اكتسب تلك الشرعيه بقرار من ولى الامر شمله بالعطف والرضا ومن الواضح انه حريص الى ابعد مدى على شيء واحد هو ان يتواصل ذلك العطف وذلك الرضا بأى ثمن لكي يستمر فى مقعده الذى لم يحلم به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق