الجمعة، 8 أبريل 2011

ياثوار التحرير .... عقارب الساعه قد تعود ال الوراء

كم كانت مصر في ابهي حللها في الخامس والعشرين من يناير . لم نكن نعرف من المسلم من المسيحي , من الليبرالي ومن الاصولي , المفرط من المتشدد , يوم جمعتنا كلمة واحدة , اسقطنا طاغية العصر , فظهرت مصر بما لم تظهر به امة من قبل , الا ان عقارب الساعة بدات تعود الي الوراء عقب نتيجة الاستفتاء الاخير , وهو ما اخشاه.

كان المنظر مفرحا في اول النهار علي لسان جميع الاطراف , صدمت الصفوة بحقيقة تواجدهم , غرتهم اعلانات التلفاز , واسماء نجوم الفن المشاركين , الذين ظنوا معهم انهم سوف يسيطرون بعد رحيل الدكتاتور , ونسوا ان نجوم الفن والرياضة لم يرجحوا كفة من قبل, فوجئوا بسرابهم يدفعهم للعطش اكثر , راحوا يستخدمون نفس اساليب النظام البائد , التي كان فريق منهم احد اضلاعها , اما مدبر واما ضحية, فتعاون الضحية مع المدبر , واستخدموا نفس الاسلوب ليس مع فلول النظام البائد ولكن مع اشقاء النضال.

التيار الاسلامي برغم شده القهر الذى لم تجرعه علي يد النظام البائد , ولم تتجرع التيارات الليبرالية جزءا يذكر منه , استطاع ان يسيطر علي الساحة الوطنية , في الوقت الذى ضحك الصفوة علي انفسهم باعلانات قول لأ الصحفية أو التليفزيونية التي اخذت من ساعات البث الكثير, أو باستخدامهم نفس اسلوب الحزب الوطني في تسفيه ارادة الشعب المصري , والتي ظهرت عقب الاستفتاء , كثيرون منهم اتهموا الشعب اما بالجهل و اما بالخيانة لدماء الثوار , لمجرد الاختلاف حول نعم او لا, وكلهم استخدموا نفس فزاعة التيار الاسلامي وكأنما اصدمة افقدتهم صوابهم فتحولوا من شركاء الي فرقاء, برغم خبث الخصم المخضرم , الذى ربما يجهز بليل مكائد الوقيعة بين الثوار.

ما ظهر بعدها من الكشف عن انتماء بعض قيادات التيار الليبرالي للحزب الوطني , فعمرو حمزاوي الذلي تنازله عن الجنسية المصرية للحصول علي الجنسية الالمانية, و الذى كثيرا ما نادي بابعاد الدين عن العملية السياسية , هو نفسه يعلن تأسيس حزبه " المصري الديمقراطي" من داخل كاتدرائية, أو رجل الاعمال الذى استنسخ تجربة احمد عز في توجيه الرأي العام بالمال, وثالث راح يسلط كتبته علي الخصوم , ليؤكدوا أن الفريق الذى لم يلقي رأيه قبولا لدي الشعب المصري في الاستفتاء الاخير, قد تحول فجأة الي مخون لاشقاء النضال , وربما قد يضع يده في يد بقايا الحزب الوطني , وينحر الاطراف الاخري علي قارعة الطريق, الذى شهد لحظات القهر والجوع والمبيت في العراء , قبل ان يتحقق الانتصار.

لي احد الاصدقاء من الكتاب الليبراليين , وهو رجل نزيه صاحب دار نشر كبري في قلب العاصمة المصرية , وساهم شخصيا في نشر العشرات من الكتب الداعمه للحرية , قال صديقي: في الوقت الذى سمعت ممن قالوا لا الكثير من عبارات التخوين لمن قال نعم ,وهم كثر لم أري احدا ممن قالوا نعم قد خون من قال لا .

اتفهم أحلامهم واسلوبهم في التفكير ومبائدهم التي يتكلمون عنها , لكن ما أراه اليوم من تناقضات تختلف اختلافا جذريا عما ينادون به , يدفعني لان اري ذلك المشروع الذى تكلم الكثيرون عنه من قبل, والذى يقوم علي تجهيز تيار ليبرالي معارض قادر علي خلافة مبارك حال سقوطه , منعا لصعود الاسلاميين الي سدة الحكم , هو المشهد الوحيد الظاهر امام عيني.

نجحت الثورة عندما توحد الفرقاء علي مصر , عندما غلبوا المصلحة العليا علي المصالح المشخصنة , وقد يرسب الجميع في الامتحان اذا تركوا احلامهم الشخصية تسيرهم حيث يريدون , فهل يكون الثور الذى قال أكلت يوم أكل الثور الابيض اذكي منهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق